للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بي ما شاء "، " ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ". الحديث (١) . قال: وأجمع أهل النقل على قبول هذين الخبرين، وما هذا وصفه كان موجبا للعمل ومقبولا في مسائل القطع، هذا ما ذكره الأستاذ في هذا الكتاب" (٢) ، وهكذا فالاسفراييني وابن فورك يردان على الجويني في زعمه أن أخبار الآحاد -الثابتة- لا يحتج بها في العقائد لأنها لا تفيد العلم. وقد تقدم بيان هذه المسألة.

هذه بعض النماذج وهناك نماذج أخرى كثيرة (٣) .

ب - ومن الأمثلة على الجانب الثاني، وهو ردود بعض الأشاعرة على بعض:

١- ذكر شيخ الإسلام أن كل طائفة تقول عن الأخرى إن مذهبها متناقض ومن هؤلاء الأشاعرة، فمثلا " نفاة الجهة منهم يقولون: إن أدلتهم (٤) وأئمتهم الذين يقولون: إن الله تعالى فوق العرش وإنه ليس بجسم متناقضون، وكذلك نفاة الصفات الخبرية منهم يقولون: إن مثبتيها مع نفي الجسم متناقضون، حيث أثبتوا ما هو عرض في المخلوقات كالعلم والقدرة والحياة، وليس هو بعرض في حق الخالق، ولم يثبتوا ما هو جسم في حق المخلوق كاليد والوجه، ويقولون ليس بجسم في حق الخالق " (٥) . وليس المقصود الإشارة إلى التناقض في مذهب الأشاعرة - لأن هذا سيأتي في الفقرة القادمة - وإنما المقصود أن كل طائفة ترد على الأخرى وتقول: إن قولها متناقض، وكلهم ينسبون أقوالهم إلى المذهب الأشعري.


(١) متفق عليه: البخاري كتاب التوحيد، باب ويحذركم الله نفسه، ورقمه ٧٤٠٥، الفتح (١٣/٣٨٤) ، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله، ورقمه ٢٦٧٥.
(٢) عن نقض التأسيس المطبوع (١/٨٢-٨٣) .
(٣) انظر مثلا: درء التعارض (٤/١١١-١١٥، ٢١٥-٢١٦، ٧/٢٤٥-٢٤٧) .
(٤) كذا في المطبوع.
(٥) نقض التأسيس المطبوع (١/٩٣-٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>