للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: ١٦٥] .

وهذه الأنواع الثلاثة كانت في مشركي العرب وغيرهم، /٥٨أ/ ممن يقر بأن الله خالق السموات والأرض، وأنهما محدثتان، ليستا قديمتين، وأما شرك القائلين بقدم العالم فهو نوع آخر:

منهم من يعبد الكواكب، ويطلب منها، وتنزل عليه شياطين يقولون: إنها روحانية الكوكب، وهذا الشرك يقع من القائلين بأنها مخلوقة محدثة، ومن القائلين [بعدم] (١) حدوثها.

وقوم آخرون يقولون: إنه بنفس توجههم إلى ما يدعونه ويحبونه يحصل مقصودهم، وإن كان ذلك المدعو لا يعرف أن هذا دعاه ولا توجه إليه، وهذا قول المتفلسفة كابن سينا، وصاحب الكتب المضنون (٢) بها، ونحوهم، ويقولون: إذا توجه الإنسان إلى ما يتوجه إليه من أرواح الموتى فإنه يفيض عليه ما يفيض من غير علم من ذلك الشفيع، وشبهوا ذلك بشعاع الشمس، فإنه يظهر في المرآة، ثم ينعكس على ما يقابلها من حائط، أو ماءٍ، من غير شعور من المرآة.

وذلك أن هؤلاء عندهم أن الله لا يعلم الجزئيات، ولا يحدث في العالم شيئًا، وعندهم تأثير دعاء بني آدم كله من هذا الباب، وهو أن الداعي إذا جمع همّه، وتوجه نحو ما يدعوه؛ قويت نفسه حتى حصل بها المطلوب من غير أن يكون الله علم بذلك، والمؤثر عندهم /٥٨ب/ هو النفس، فالنفس الفلكية عندهم هي الحركة للفلك، وجميع الحوادث عنها،


(١) إضافة من المحقق.
(٢) في الأصل: (المصنفون) ، والتصويب من المحقق.

<<  <   >  >>