الكمالات ظلال لأسماء الله الحسنى، وأنت بشر، فلا تطلب ممن عرفته أن يشرب النهر كله. حتى ولو كان من دعاة الفضيلة، ورجالات الأخلاق.
[* الذين يتطوعون بالمثالية.]
على أن بعض الجماعات المسلمة قد أجهدت نفسها، وألزمت نفسها بالمثالية, لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتنازل في كثير من سلوكه عن المثالية.
لقد تحمل غُرم الإسلام، وجعل غُنْمه للمسلمين.
وتحمل نفقات الدعوة من مال زوجته السيدة خديجة - رضي الله عنها - ومن مال أصهاره أبي بكر وعثمان - رضي الله عنهما - ولما شرع الإسلام الصدقة. وفرض الزكاة، حرمهما النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفسه، وعلى آل بيته. ولم يجعل الغنُم بالغُرم.
وقد قرأت في كتاب مدارج السالكين للإمام ابن قيم الجوزية:
دعوة إلى ما نسميه "الأخلاق المثالية"
قال: أنْ تقرِّب من يُقْصيك - أي يباعدك عنه - وتُكرمَ من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك. سماحة لا كظماً، ومودة لا مصابرة ثم قال:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذر