للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل بين بعض القادة الفاتحين، وأبناء البلاد. وقصة ابن عمرو بن العاص مع المصري، غير بعيدة عن الأذهان.

إن ثقة القبطي في عدل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعلته يتحمل صعاب السفر من مصر إلى المدينة المنورة.

لم يكن مقامراً بهذا السفر البعيد، ولكنه كان واثقاً من عدله.

* نُصرة عمر

- نصره عندما أرسل لواليه على مصر ليحضر إلى المدينة. لمجرد دعوى من قبطي، لم يُحضر معه أحد من الشهود. فمجرد الحضور عقوبة في ذاته.

- ونصره عندما حكم له بالقصاص من ابن عمرو. ابن والي مصر وحاكمها.

- ونصره عندما عنف عمرو بن العاص بكلمته المشهودة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".

وبعد أن أخذ القبطي حقه، قال له عمر:

اضرب عمرو على صلعته لأن ابنه لم يفعل ما فعل إلا لأنه ابن عمرو.

ابن الوالي.

فقال القبطي: لا أضرب إلا من ضربني.

وشكوى القبطي عمرو بن العاص أمام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دليل أيضاً على ثقة القبطي في عدل والي مصر، وأنه لن يضيق عليه

إذا عادا لمصر.

- واقعية مثالية، أو مثالية واقعية.

أمر بالعدل مع العدو. وألزم الأمة بهذا العدل عندما جعله

تشريعا له قداسته، وجعل الأمة مسئولة عن تنفيذه.

وليس مجرد شعارات. فما أرخص الشعارات.

وملَّف القضاء - كما قلت - يشهد بعدل الإسلام مع أعدائه. حتى ولو كان الخصم هو الخليفة - الحاكم الأعلى -

<<  <   >  >>