للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الأحاديث تدل على كرم النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي جعل إكرام الضيف واجباً.

وجعل الضيف صاحب حق في الكرم.

وعموم العلماء يرون الضيافة نوعاً من الكرم وليست واجبة.

نعود إلى ابن قيم الجوزية في شرح الشروط العمرية:

قال: والضيافة الواجبة يوم وليلة. وتمتد إلى ثلاثة أيام صاحب البيت.

وإذا كان الضيف مريضاً، أو مرض في ضيافتهم، فله الرعاية، لأنه أكثر احتاجاً لها، من الطعام والشراب.

فإن زاد عجزه عن السير عن ثلاثة أيام، وله ما ينفقه على نفسه، لم يلزمهم القيام بنفقته. ولكن تلزمهم المعونة والخدمة، وشراء ما يلزمه على نفقته - أي نفقة الضيف. وإن لم يكن له ما ينفق منه على نفسه، لزمهم القيام عليه، حتى يبرأ أو يموت.

فإن أهملوه وضيعوه حتى مات ضمنوا دينه. هذا مذهب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقد مر رجل بقوم في عهد عمر - رضي الله عنه - فطلب منهم السقاية، فلم يسقوه حتى مات، فغرمهم عمر ديته!!

[* هذا ديننا]

الضيافة حق. فإن قصر الموسر فللضيف أن يطالب بحقه، أو يعفو عنه.

حق وليست تطوعا - كما يعتقد كثير من الناس.

أما المريض فله حقوقه، من الرعاية، حتى ينتهي مرضه، ولا عبرة باختلاف الدين.

مرة ثانية أقول: هذا ديننا الذي نزل في الصحراء!!

<<  <   >  >>