للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه يؤمن أن لغة الأرقام التي نتعامل بها تختلف عنها عند الله.

فأنت إذا أخرجت زكاة المائة دينار نقص العدد في لغة "الحاسوب" ولكنها لم تنقص في لغة السماء. وهي أصدق.

قال - صلى الله عليه وسلم - "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍة" (الترمذي زهد ١٧) .

ولم تنقص - حتى في عُرف رجال الزراعة -

فمن خصَّص للبذور كمية من الحبّ، ثم طرحها في الحقل، فلا يمكن لعاقل أن يقول: نقص الحبّ. بل هو في الحقيقة قد زاد، وتضاعف.

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (سورة البقرة ٢٦١)

ولم ينقص المال بما يخرج من صدقة، لأننا نرى المهندس يأتي على شجر الموالح وقد امتلأ أول الإنبات، فيحاول أن يقلل العدد، فيسقط كمية منه، ليتوزع الغذاء على الباقي، فيحسن نتاجه.

فالمال خير. لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ربّي نفوساً ملكت المال، ولم يملكها.

تحري الحلال في الكسب. فكان أحدهم يتعفف عما فيه شبهة.

فضلاً عن التعفف عن الحرام البواح.

ولست أعيش في الماضي فيعزلني بقصصه عن الحاضر ومشكلاته.

أو يشغلني عن محاولة تقديم الحلول الإسلامية - في حدود معارفي -

[* ضيق الشباب لماذا؟]

إن شيئاً من الضيق قد يصيب بعض الشباب المسلم، عندما يرى قضية الحلال والحرام تَضيَّق الواسع أمامه - على الأقل في تصوره.

إن زميله في التخرج من الجامعة، شقَّ طريقه كيفما اتفق، ولم يشغل باله بالحلال والحرام.

<<  <   >  >>