للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قمر هجرتُ لهجره سِنَةَ الكرى ... وسئمتُ من بصري ومن إيقاظه

تخشى القلوبُ عليه فاترَ طَرْفِه ... فكأَنهنّ نَفَرْنَ من أَلحاظه

ما شِمتُ وَجَه البدر من أَعطافه ... حتى جَنَيْتُ الدُّرَّ من أَلفاظه

هذا الذي لمّا استمال قلوبَنا ... قامتْ بخالص ودّه وحِفاظه

[العين]

وقال:

وَصَلَ الكتابُ فما فضَضتُ خِتامَه ... حتى تأَرَّجَ طِيبُه وتضوَّعا

كالرَّوض إلاَّ أَنّ وَشْيَ سُطوره ... أَسنى ندًى عندي وأَحسنُ مَوْقِعا

فأَزَرْتُ منّي الطرفَ أَحسنَ ما رأَى ... منشورُه والسمعَ أَطيبَ ما وعا

[الغين]

وقال:

ولقد سَنَحْنَ لنا بِحْمصَ جآذِرٌ ... عُقِدَتْ ذوائبهن بالأَرْساغِ

وما بالهم حُجِبتْ عقاربُ أَرضهم ... وقتْلَننا بعقارب الأَصداغ

[الفاء]

وقال:

أَسيرُ حُزْنٍ كَلِفُ ... نِضْوُ سَقامٍ دَنِفُ

لم يَخْلُ جَفْنُ عينه ... من عبراتٍ تَكِف

قد فعل الحبُّ به ... أَكثرَ ممّا أَصف

بين ضلوعي كَبِدٌ ... حَرّى وقلبٌ يَجِف

والنفسُ بالذُّلِّ لكمْ ... مُقِرَّةٌ تعترف

كأَنّ قلبي كُرةٌ ... يخطَفها مُخْتَطِف

أَصرِف همّي بالمُنى ... لو أَنه ينصرف

والحبّ لا يعرفه ... إلاّ المُحبُّ الكَلِف

يعلمُ مَنْ يظلمني ... أَنّيَ لا أَنتصف

سَقْياً لأَيِام مضتْ ... وليس منها خَلَف

وعيشنا مجتمعٌ ... وشَمْلُنا مُؤْتَلِفُ

وقال:

أَنت لي غيرُ مُنصِفِ ... يا كثيرَ التَّعَسُّفِ

يا هِلالاً مُرَكّباً ... في قضيبٍ مُهَفْهَفِ

أَنت ناري وجَنّتي ... وطبيبي ومُدْنِفي

أَنت يا قاتلي بسف ... ك دمي غيرُ مُكْتَف

وعلى العهد لا تدو ... م وبالوعد لا تفي

وإذا زُرْتَ بان في ... ك دليلُ التَكَلُّف

والذي بان مِنْ غرا ... مِيَ بعضُ الذي خفِي

أَنت غرَّرْتني بصَفْ ... حة خّدٍ مُزَخْرَف

وَجْنَةٌ مثل ما يُصَفَّ ... ق ماءٌ بقَرْقَف

فمتى يكمُلَ العِذا ... رُ عليها وأَشتفي

وقال من أخرى يمدح بها معين الدين انر بدمشق سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة:

وكم ليلةٍ عاطانيَ الراحَ بدرُها ... ونادمني فيها الغزالُ المُشَنَّفُ

ومنتَقش بالمِسْك وَشْيُ عِذاره ... كما انتظمتْ في جانب الطِّرْس أَحرفُ

وقد يتبادى لفظُه وهو أَعجم ... كما يتقاوى خَصْرُه وهو مُخْطَف

أَدقّ من المعنى الغريبِ وفوقه ... أَرقُّ من الماء المَعين وأَلطف

معانٍ من الحسن البديع كأَنها ... خِلالُ مُعينِ الدين تُتْلى وتُوصف

ومنها في المدح:

ومُسْتَصِغْرٍ في الله كلَّ عظيمةٍ ... ولو أَنه منها على الموتِ مُشْرِفُ

كأَنّ الملوك الغُرَّ حول سريره ... نجومٌ على شمس الظهيرة عُكَّفُ

ومنها:

فإن تَلْقَهُ تَلْقَ ابنَ هيجاءَ دهُره ... يريك عِنان الدَّهر كيف يُصَرَّف

سَخِيٌّ جَرِيٌ لَوْذَعِيٌّ كأَنه ... إِذا ما بدا، غَيْثٌ ولَيْث ومُرْهَف

ومنها:

وقد هتف الداعي إلى الحمد باسمِه ... وقام مُنادى النصر باسمك يهتِفُ

تألَّفَ شَمْلُ الدين عندك والعُلى ... وشَمْلُ العِدى والمال لا يتأَلَّف

[القاف]

وقال من قصيدة:

أَبَتْ عبارت العَيْن بعدك أَن تَرْفا ... ولوعُة ما بين الجوانح أَن تُرْقى

أَعُدُّ لقاء الحتف من بعض ما أَرى ... ويَصْغُر عندي الخطبُ في جَنْب ما أَلقى

<<  <  ج: ص:  >  >>