للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا جعفرٍ إنَّ الأمور إذا الْتوتْ ... وأعْيَتْ بزَيْغ الخُلْف كلَّ مُقَوِّمِ

تداركْتَها بالرأي تَرْأَبُ صَدْعَها ... وأَغْنَيْتَ فيها عن حُسامٍ وَلَهْذَمِ

وكم ذي يَراعٍ راضَ شامسَ فِتنةٍ ... فلانتْ ولم يُصحَبْ بجيشٍ عَرَمْرَمِ

فَدُمْ لابتِناءِ المجد والجودِ والتُّقى ... مدى الدهرِ ما زِينَتْ سماءٌ بأَنجُمِ

فإنك فَذٌّ في الزمان وإن غَدَتْ ... أياديك تَتْرَى بين فَذٍّ وَتَوْأمِ

ودونكَها عن مُخلِص في وَلايةٍ ... إذا كَشَفَ الإخوان عن لَمْسِ أَرْقَمِ

قصيرةَ أعداد البيوت طويلة ... بغُرِّ معان كالجُمانِ المُنَظَّمِ

وسمعت ببغداد أبياتاً يُغنّي بها، نسبها بعض الشآميين إليه. ومنها:

يا بانةَ الوادي التي سَفَكَتْ دَمي ... بلِحاظِها بلْ يا فَتاة الأَجْرَعِ

لي أن أَبُثَّ إليكِ ما أَلْقَاهُ مِن ... ألم الهوى وعليكِ أن لا تسمعي

كَيْفَ السبيلُ إلى تناولِ حاجةٍ ... قَصُرَتْ يَدي عنها كَزَنْدِ الأَقْطَعِ

وأنشدني تاج الدين البلطي النحوي أبياتاً لضياء الدين النقيب:

بين صَدٍّ لا ينقصني ومَلالِ ... يَئِسَ العائدون من إبْلالي

كلَّفَتْني حَمْلَ الهوى ثم نامت ... في لياليّ بالغُوَيْرِ الطِّوالِ

وأنشدني أيضاً لضياء الدين النقيب من قطعة يُغنّى بها:

ما عليكمْ أيها النَّفَرُ ... إن برا أجفانيَ السَّهَرُ

ألكُمْ رُشدي فأتْبَعَهُ ... أم عليكم منه ما أَزِرُ

لا تَلِجُّوا في مَلامِكُمُ ... لمُحِبٍّ ليس يَنْزَجِرُ

أَخَذَتْ خَيْلُ الغرام به ... حيثُ لا يُنْجي الفتى حَذَرُ

وله:

راحوا وفي سِرِّ الفؤاد راحوا ... ذَمّوا فلمّا مَلكوا اسْتَباحوا

فضلي على أهل الهوى لأنَّني ... كتمتُ أسرار الهوى وباحوا

[ابن الحاجب الموصلي]

هو الحاجب علي بن أبي الجُود حاجب نقيب العلويين بالموصل. كان شيخاً أنقى، توفي سنة خمسين وخمسمائة وأبقى ذكرُ فضله ما أبقى، أنشدني شعرَه المُرتضى وزير عبد المسيح المرتضى، قوله:

تَرَكْتُ البحارَ لرُكّابها ... وَجَوْبَ الفَلاةِ لأَعْرابها

وأعْمَلْتُ نحوك يا عَبد ليّ عِيساً قَرَنّا رَجانا بها

وكنتُ كما قيل فيما مضى ... أَتَيْتُ المُروءةَ مِن بابِها

وله مما يُغنّى بها:

هل لأيامنا الأُولى من مُعيدِ ... بين دَيْرِ الأعْلى ودَيْرِ سَعيدِ

وزمانٍ لهوْتُ فيه فأفْنَيْتُ شبابي ما بين نايٍ وعُودِ

بين باب العراق فالباصلوثا ... ت بأكناف بِيعَةِ الجارودِ

مَنْزِلٌ قد خَلَعْتُ فيه عِذاري

[النجم الموصلي]

كان فقيهاً بالنظامية ببغداذ، وله نظم حسن، وشعر رائق. أنشدني الشيخ أبو المعالي الكتبي قال أنشدني النجم المَوصلي لنفسه مما يكتب على كمران أَمْرَد:

لمّا اسْتَدرْتُ بخَصرِهِ ... حُزْنُ الكمال بأَسرِهِ

أَضْحَى أَسيري شادِنٌ ... كلُّ الورى في أَسْرِهِ

قال وأنشدني لنفسه:

سَمَّوْه باسم جُنَيْدٍ ... وفعلُه فعلُ جُنْدي

شرف الدولة

أبو المكارم مسلم بن قريش

ابن قرواش بن مسلم بن مسيَّب

<<  <  ج: ص:  >  >>