للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا عايَنْتَ من أسدٍ حِلالاً ... بها النَّعْماءُ للوُرَّادِ تُسْدى

فبَلِّغْ ما عَلِمْتَ من اشتياقي ... بهاءَ الدولةِ المَلكَ المُفَدَّى

وقل يا ابن الذينَ سَمَوْا وشادُوا ... مناقِبَ زَيَّنَتْ مُضَراً وأُدَّا

أَأُنْسِيتَ الوفاءَ وكنتَ قِدْماً ... عَقَدْتَ على الوفاء بهنَّ عَقْدَا

وأنتَ فأشْرَفُ الأُمراء بَيْتَاً ... وأعظمُ هِمّةً وأعزُّ مَجْدَا

ترقَّبْتُ السّرِيّةَ منك تأتي ... بفُرسانِ الوغى شِيباً ومُرْدا

عوائِدُ قد عهدناها لعَوفٍ ... فما يُوفي بها المُحْصون عَدّا

فلمّا لم تناجِدْنا السَّرايا ... عَزَمْنا عَزْمَةً سَرَّتْ مَعَدّا

وحالفْنا الصَّوارِمَ والعَوالي ... وخيلاً كالظِّباءِ الحُمرِ جُرْدا

وسِرْنا مُوجِفين إلى نُمَيْرٍ ... ولم نرَ من لِقاءِ القوم بُدّا

وقد حَشَدَتْ بأجمعها كلابٌ ... وكان الصُّبحُ للعَيْنَيْنِ وَعْدَا

فلمّا أن تواجَهْنا توَلَّوْا ... كعِين عايَنَتْ في السِّرْبِ أُسْدا

وغُرِّق في الفُرات بنو نُمَيْرٍ ... وقد كانوا لجَمعِ القوم سَدّا

وأُسْلِمَتِ الظعائِنُ فاستغاثَتْ ... بخير العالمين أباً وجدّا

قُرَيْشيُّ الفَخارِ مُسَيِّبِيّ ... من السُّحُبِ العِذابِ نَداه أَنْدَى

إذا عُدَّ الملوك يكونُ منهمْ ... أجلَّ جَلالةً وأعزَّ مَجْدَا

فكتب بهاء الدولة منصور في جوابها من قصيدة:

أبا مُهدي المديح وأيُّ شيءٍ ... أَجَلُّ من المديح إليَّ يُهدى

بَدَأْتَ تفَضُّلاً والفضلُ حَقّاً ... يدُلُّ على مكارم مَن تبَدّا

ألسنا نحنُ للعجّاج ذُدْنا ... أعاديَكم وأنقذنا معَدّا

وقُدْناها مُسَوَّمةً عِراباً ... عوابسَ قد عَرَفْنَ الحرب، جُرْدا

تَخُبُّ بكلِّ أَرْوَعَ مَزْيَدِيٍّ ... نَخِيٍّ يُوقِدُ الهيجاءَ وَقْدَا

عوائِد من أبي عُوِّدْتُموها ... متى قَدَحَتْ يَدُ الحَدَثانِ زَنْدَا

ألا ترد المِصاع تَجِدْ رجالاً ... لنا لم يَلْحَدوا في الأرض لَحْدَا

وَلَوْ أني جَرَيْتُ على اختياري ... قَدَدْتُ إليكمُ الفَلَواتِ قَدّا

لتعلمَ أنَّ بَيْتَ بني عَلِيٍّ ... لكم وبكم يُعِدُّ إذا اسْتَعدّا

وله مطلع قصيدة في أهل البيت عليهم السلام يوازن بها قصيدة دِعْبِل التي أولها:

مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ من تِلاوةِ ... ومنزل وَحْيٍ مُقْفِر العَرَصاتِ

سلامٌ على أهلِ الكساءِ هُداتي ... ومن طاب مَحْيَايَ بهم ومماتي

وقوله:

أُشهِدُ الله بصِدقٍ ... ويقينٍ وثباتِ

أنَّ قتلي في هوى الغُرِّ الميامينِ حياتي

وقوله من أخرى:

غلامٌ أحور العينين صَعْبٌ ... أبى بعد العَريكة أن يَلينا

الأستاذ ناظر الملك

أبو طالب عبد الوهاب بن يَعْمُر

ذكره أبو الفتح نصر الله بن أحمد بن محمد بن الفضل الخازن أنه كتب إلى والده أبي الفضل بن الخازن بباب نَصيبين مُلغِزاً:

أيا أهل البلاغةِ هل وجدتمْ ... خريرَ الماءِ بين زَفيرِ نارِ

وهل عايَنْتُمُ فَلَكَاً عليهِ ... كواكبُ ما تَغيبُ مع النهارِ

به موسى يُكلِّمُ قومَ عيسى ... وأحمد من صغارٍ أو كبارِ

بلا لحنٍ ليُوشَع أو بيانٍ ... لهارون الوَصِيّ على اختيارِ

ويسكن مثلَ يونسَ بطن حوتٍ ... ويسبَحُ معلناً غُبْرَ القِفارِ

يُنَشِّرُ من ذؤابة كلِّ ظبيٍ ... ويمسحُ ما بهم من كل عارِ

إذا جرّدته جرّدتَ منهُ ... لساناً كالحُسامِ بلا عِثارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>