للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أَوْحَداً عَظَّمَتْهُ العُرْب والْعَجَمُ ... وواحِداً وهو في أَثوابه أُممُ

إِنّا قصدْناك والأَقطارُ مُظلِمَةٌ ... والبدْرُ يُرْجى إِذا ما التجَّت الظُّلَمُ

سِرْنا إِليك من البيت الحرام ولم ... نَعْدُ المقامَ به إِذْ بَيْتُكَ الْحَرَمُ

[القائد سالم بن أبي سليمان]

من عبيد مكة وقوادها، نوبي الأصل، وقاد الخاطر، أنشدني الأمير دهمش ابن وهاس السليماني له قال سمعته ينشد الأمير عيسى بن فليتة في العيد:

الَليْلُ مُذْ بَرَزَتْ به أَسماءُ ... صُبْحٌ، ومُسْوَدُّ الظَّلام ضِياءُ

فكأَنَّما نُورُ الغَزالَةِ ساطِعٌ ... بِجَبينها ولِضَوْئه لأْلآءُ

وكأَنَّ أَشْنَبَ ثَغْرِها بِلِثاتِها ... حَبُّ الْجُمان، فَحَبَّذا أَسماءُ

وكأَنَّما بالظَّلْم منها واللَّمى ... عَذْبُ النَّمير وقَهوةٌ صَهْباءُ

أَمّا الْقَضِيب فقَدُّها، ولِردِفها ... كُثُب النَّقا، وأَثِيثُها الظَّلْماءُ

يا حَبَّذا أَنفاسُ رَيّاها إِذا ... هَدَتِ الْعُيونُ ونامَتِ الرُّقَباءُ

بلْ لَيْتَها لِمُتَيَّمٍ أَلِفَ الضَّنا ... وَصَلَتْ، فَوَصْلُ الغانِيات شِفاءُ

هَيْهاتَ لا طَمَعٌ بذاك وطَرْفُها ... ماضي الغِرار وقَدُّها السَّمْرءُ

حَبْلُ الْوَريد لِعاشقيها هَجْرُها ... ووِصالُها مِنْ دُونه الْجَوْزاءُ

بانَتْ فأَكثرَ عاذِلي تَفْنيدَه ... والْعَذْل فيها إِذ نَأَتْ إِغراءُ

إِنَّ المُفَنِّدَ لم يَهِجْ بَلْبالَهُ ... رَسْمٌ خَلا وحَمامَةٌ وَرْقاءُ

سَفَهٌ سُؤالُ رُسومِها أَنىّ نَأَتْ ... والْقلبُ مأْهولٌ وُهُنَّ خَلاءُ

لللَّحظ من أَسماءَ يَوْمَ وَداعِها ... ما أَوْدَعَتْك المُقْلَةُ النَّجْلاءُ

سَقَمٌ يَزيدُ وحَسْرَةٌ ما تَنْقضي ... وجَوىً تذوب لِفَرْطه الأْحشاءُ

دَعْها فلن يَشْفيك دَمْعٌ هامِلٌ ... في إِثرها وتَنَفُّسٌ صُعَداءُ

وارْحَلْ إِذا أَوْلاك دَهْرٌ نَبْوَةً ... بِصُروفه أَوْ عَضَّتِ الَّلأْواءُ

وانْزِل بساحة ماجدٍ من هاشِمٍ ... عَظُمَتْ به بين الْوَرى الْعُظَماءُ

عيسي المُتَوَّجِ مَن عَلا قَدْراً ومَنْ ... طابَتْ بطِيبِ مَديحه الأَنبْاءُ

هو نُورُ رَبِّ الْعرش بينَ عِباده ... فليْعلموا، والْحُجَّةُ الْبَيْضاءُ

لله يأْمر باطناً أَو ظاهراً ... فَتَصَرُّفُ الأَقدارِ كيف يَشاءُ

مِنْ جَوْهَرٍ منه النبيُّ محمدٌ ... فَعَلَيْه من نُورِ الإِله بهَاءُ

مُتواضِعٌ لله جَلَّ جَلالُهُ ... لا يَزْدهيه الكِبْرُ والْخُيلاَءُ

يَوْماه يومٌ للنَّوال، وآخَرٌ ... يُرْدَى بِسَطْوَة بأْسِهِ الأَعْداءُ

لم يختلفْ خَصْمان في تَفْضيله ... نطقَت بذاك الُّلكْنُ والفُصَحاءُ

يا خَيْرَ أَبْنا أَحمدٍ خَيْرِ الورى ... يُثْني عليكَ الرُّكْنُ والْبَطْحاءُ

إنَّ المَعالي بعضَ ما أُوتِيتَه ... وبِمثْلِ شَخْصك تَعْتَلي العَلْياءُ

وكذا المُلوك بكلِّ أَرضٍ مثلُها ... أَرضٌ وأَنت عَلَى المُلوكِ سَماءُ

إِنَّ الثناءَ عليك من رَبِّ السَّما ... أَغْناك عمَّا قالت الشُّعراءُ

يا أَيُّها السامي المَحَلّ ومَنْ له ... مَجْدٌ أَثيلٌ عِزَّةٌ قعساءُ

جِيدِي بما خَوَّلْتَنِيه مُطَوَّقٌ ... من نعمَةٍ وبِكاهِلي أَعباءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>