للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الخيّاط البغدادي المعروف بالفاختة

أنشدني له الشيخ محمد الفارقي من قصيدة:

زارتْ وعقْدُ نِطاقِ الليلِ محمولُ ... وناظرُ الصُبحِ بالأنوارِ مكحولُ

وذكر أنّه سافر الى آمِد، ومعظم شعره بها.

وأنشدني له في الكامل بن بكرون بآمِد:

قُل للأجلّ الكاملِ ... بحرِ النّدى والنّائل

أنت الذي في قُمصِه ... مجتَمعُ الفضائلِ

يحيى بن صُعلوك

يلقّب بالحمامة.

شابّ من أولاد حجّاب الديوان العزيز. وكان يتفقّه لأبي حنيفة، رحمه الله، وتعاطى نظم الشعر مُديدَة. وهو ذكيّ، له حسن إنشاء وإنشاد.

فمما أنشدني لنفسه، بيتان، نظمهما في الوزير عون الدّين بن هُبَيرة لمّا حجبه:

الذّنبُ لي وأنا الجاني على أدبي ... لما قصدتُك دون الخلقِ بالمِدَحِ

رددتَني ووَقاري غيرُ منسرحٍ ... عنّي وماء حيائي غير منسفحِ

وأنشدني لنفسه:

قالوا ابنُ صُعلوكٍ به أُبْنة ... فقلت كلا وعليِّ الرّضا

منزلةٌ ما خِلتُه نالَها ... ولو سعى بين يديهِ القضا

وأنشدني لنفسه:

قد كنتُ أثلِبُ نثراً ... أُلقيه درساً فدرسا

فصرتُ أثلِبُ نظماً ... كيلا يشِذّ ويُنْسى

الشيخ الأديب أبو محمّد

الحسن بن أحمد بن حكينا

من الحريم الطّاهريّ.

ظريف الشّعر، مطبوعه. لم يجُدِ الزمان بمثله في رقّة لفظه وسلاسته. وقد أجمع أهل بغداد على أنّه لم يرزَق أحد من الشعراء لطافةَ طبعه.

وله الأبيات النّادرة، المذهبة، التي من حقّها أن تكتب بماء الذّهب.

أنشدني له بعض الأكابر ببغداد في عمي العزيز، رحمه الله، من قصيدة، هذا البيت، وهو:

فميلوا بنا نحو العِراقِ ركابَكُمْ ... لنكتالَ من مال العزيزِ بصاعِهِ

وطلبت هذه القصيدة، لأكتبها، فلم أجدها.

وأنشدني بعض الفضلاء ببغداد لابن حِكّينا:

قد كنتُ في أرغدِ ما عيشةٍ ... بمعزِلٍ عن كلّ بَلْبالِ

تيّمني خالٌ على خدِّه ... الويلُ للخالي من الخالِ

وله، وأظنّه في أنوشَروانَ الوزير:

ومُظهِر وُدّهُ لقاصده ... يكُفّ عنه الأطماعَ بالياسِ

يقومُ للنّاس مُكرِماً فإذا ... راموا نَداهُ يقومُ للنّاسِ

وله:

مدحتُهُمُ فازددتُ بُعداً بمدحهم ... فخُيّلَ لي أنّ المديحَ هِجاءُ

يقولون ما لا يفعلون كأنّهم ... إذا سُئِلوا رِفداً هم الشّعراءُ

وله في العذار:

لافتضاحي بعدَ عارِضِه ... سببٌ والناسُ لُوّامُ

كيف يخفَى ما أكتّمُه ... والذي أهواهُ نمّامُ

وله:

يا باعثاً طيفَه مثالاً ... حسنُك قد جلّ عن مثالِ

وإنّما كان ذاك رَشْقاً ... بعثَ خيالٍ الى خيالِ

وأنشدني بعض أصدقائي ببغداد لأبي محمد بن حِكّينا، في مدح عَوَرِ عينِ الحبيب، ولم يسبق إليه:

يا لائمي والمَلومُ متّهمٌ ... حسبُك ما قلتَ فيه من عوَرِ

يرشُقُ عن فردِ مُقلةٍ وله ... ألفُ جريحٍ منها على خطرِ

لُم كيف شئتَ لستُ تاركَه ... الآن صحّ التّشبيهُ بالقمرِ

وأنشدني له ببغداد الشيخ مجد القضاة، في بعض القضاة:

وباردِ التّنميسِ بين الورى ... يفعلُ ما لا يفعلُ اللصُّ

يصطادُ أموالَ الورى كلها ... بطرْحةٍ من تحتِها شِصُّ

وله في قصد ابن التّلميذ، لمرض به. أنشدني مجد الدولة أبو غالب بن الحُصين، قال: أنشدني ابن التّلميذ له:

لمّا تيمّمْتُه وبي مرضٌ ... الى التّداوي والبُرءِ محتاجُ

آسى وواسى فعدت أشكرُهُ ... فعلَ امرئٍ للهمّ فرّاجُ

فقلت إذ برّني وأبرأني ... هذا طبيبٌ عليه زِرباجُ

وكتب الى الشّريف ابن الشّجَريّ النّحوي، وكان له شعر مقارِب:

يا سيّدي والذي يُعيذُك من ... نظمِ قريضٍ يصدا به الفِكرُ

ما فيك من جدِّك النّبيّ سوى ... أنّك ما ينبغي لك الشّعرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>