للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم حَرَّكوا منه الهِزَبْر بَسالةً ... ولكم دَهِيٍّ مِنْ تَغْلغُلِه دُهي

مَنْ ذا يُقاس به شَبيهاً بعدما ... سمحتْ به العَلْياء عن مُتَشَبِّه

أَمْ مَنْ يَمُدُّ إِليك باعَ مُطاولٍ ... والنجمُ دُونكَ، غيرُ غِرٍّ أَبْلَهِ

لا رُتْبةٌ تسمو بغير مُؤَهَّلٍ ... فيها ولا جاهٌ لغيرِ الأَوْجَهِ

أَنت المُكرَّم مَعْدِن الكرم الذي ... يَلْقَى الوُفود بِبِشرِه لا جَبْههِ

أنتَ الذي ما أُنْشِدَت أَوصافه ... إِلا وهَزّ المجدُ عِطْفَ مُزَهْزِهِ

فاصفَح عن الأَشعار في تَقْصِيرها ... عَنْ وَصْف فضلِك أَنْ تُحيط بكُنْههِ

رَكَضْت جِيادُ الشِّعرِ في مَيْدانه ... حتى تَناهَتْ وهو مالا يَنْتَهِي

فقد استوى في العَجْز عنه مُفَوَّةٌ ... دانَ البيَانُ له، وغيرُ مُفَوَّهٍ

ولقد حكَى منه المَديحُ شفاء ذي ال ... سَّمْع الأصمِّ ضياء عَينْ الأَكْمَهِ

وغدا يُجَرِّر في نَباهَةِ قَدْره ... ذَيْلَ التَّشَرُّفِ في المقَام الأَنْبه

بمَصَرَّعٍ ومُرَصَّع ومُوَشَّحٍ ... ومُسَجَّعٍ ومُفَرَّع وموجَّه

يُهْدي إِذا ما اسْتُنْكِهَتْ أَنْفاسه ... نَفَسَ الحَدائق فاحَ لْلِمُسْتْنكِهِ

واسْعَدْ بعيدٍ أَنت تاج فَخاره ... وكمالُ بهَجتهِ ومَنظرهِ الْبَهي

وانْحَر عِداك أَضاحِياً في نُسْكه ... أَو فاعْفُ عَفْوَ القادِرِ المُتَنَزِّهِ

واسّلمْ مُطاعَ الأَمر منصورَ الظُّبي ... في ظِلِّ مملكةٍ وعَيْشٍ أَرْفَهِ

من جماعة ذكرهم عمارة اليمني في تصنيف له عن مجموع شعر اليمنيين

سلم بن شافع الحارثي

من أهل تهامة اليمن ذكر أن كتب إلى عمه علي بن زيدان وقد وفد إليه يستعينه في دية قتيل فوجده مريضاً:

إِذا أَودى ابْنُ زيدانٍ عَليٌّ ... فلا طَلَعتْ نُجومُكِ يا سماءٌ

ولا اشتمل النِّساءٌ على جَنينٍ ... ولا رَوى الثَّرى للسُّحْب ماءُ

على الدُّنيا وساكِنها جميعاً ... إِذا أَوْدى أَبو الحسن العَفاءُ

قال فأبل من مرضه وأعطاه ما سأله.

[سليمان بن أبي الحفاظ]

صاحب مدينى الجريب له:

كنتم تَمَنَّوْن ريحاً أَن تَهُبّ لكم ... من النسيم ولو يَوْمَيْن تَتَّصلُ

فجاءَكم مثلُ ما هاد به هُبِلَتْ ... من العْقَيم التي عادٌ بها هُبلِوا

[الخطاب بن أبي الحفاظ]

من الشعراء المجيدين وكان قد أخرج أخاه سليمان من مدينة الجريب زبيد ثم كتب إليه يلطف به حتى إذا قدر عليه غدر به وقتله: ومن شعره قوله: كتب بها إلى أخيه سليمان بزبيد:

عَيْنُك عينُ الرَّشَإ الخاذِلِ ... والجيدُ جِيدُ الظَّبْية العاطلِ

قد كنتُ ذا عَقْلٍ جَليد ول ... كنّ الهوى يعلب بالعاقلِ

ومنها:

كأَنّها من حُسنِها دُرَّةٌ ... أَخرجها المَوْجُ على السّاحلِ

ومنها:

إِذا بلغتَ العِرْقَ فارْبَع به ... مُعَرِّساً تعريَسةَ النازلِ

واخْصُص سُليماناً بها خَير مَنْ ... يُعْلَمُ من حافٍ ومن فاعلٍ

أَخي ومولايَ ومن لحمُه ... لحمي ومن حامِلُه حاملي

الوزير خلف بن أبي الطاهر الأموي

وزير الملك جياش بن نجاح صاحب زبيد

<<  <  ج: ص:  >  >>