للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصافحني خيالٌ منه وَهْناً ... فخطَّتْ في يَديْه يَدي خُطوطا

وقوله في معناه:

هَممتُ أَنْ أَفْكِرَ في حُسنِه ... فَخَرَّ مَغْشِيّاً لِفَرْط الأَلمْ

وأَشْعَرَ الوهم إِلى خدّه ... فانصبغ الخدّان منه بدمْ

وقوله أيضاً:

وإِخوانٍ بَذَلْتُ لهم وِدادي ... وحُطتُ مكانهم عندي وصُنتُ

فكم من ليل مَهْلكةٍ وبؤسٍ ... وحَدٍّ مَنِيَّةٍ فيهم ركبتُ

وكم من بحرِ مَعْطَبَةٍ وموتٍ ... سبَحت مُخاطراً فيهم وخُضتُ

أَضاعوني وما ذنبي إِليهمْ ... سوى رُخْصي لما أَنّي رَخُصْتُ

وقوله:

وكأْسِ مُدامةٍ في كَفِّ خُشِفٍ ... رَخيم الدَّلِّ مَلْثوغِ الكلامِ

حكَتْ بَهْرامَ إِذ ترك الثُّرَيّا ... يساير في الدُّجى بدرَ التَّمامِ

وقوله:

أَقْصيتْني لما افتقرت ولم أَكن ... أَرجوه منك وقد علمتَ كمالي

هذا المثلث ذو ثلاثةِ أَضلُعٍ ... لا غيرَ، وهو مُقدَّمُ الأَشكال

وقوله في أرمد:

قلتُ له وَرْدٌ بخدَّيْك، ذا ... فقال لا بَلْ دمُ عُشّاقي

قلتُ فمن أَهرقه فيهما ... فقال لي: مُرْهَف أَحداقي

قلتُ فما بُرهانه قال لي ... بقيةُ الدمِ بآماقي

وقوله وقد أحسن في التشبيه:

تَوَسَّدَ الوردَ وقد ومال بالْ ... أَجفان من عَيْنيه إِغفاءِ

فأَشْبَهَ البَدْر إِلى جَنْبه ... سَحابةٌ في الجوّ حَمراءِ

وقوله:

الخير زَرْعٌ والفتى حاصدٌ ... وغاية المزروع أَن يُحْصَدا

وأَسعدُ العالَمِ مَن قَدَّم الْ ... إِحسان في الدنيا لينجو غدا

[ابن مكرمان]

الشاعر من أهل جبال برع قال عمارة: وممن رأيته قد ناهز المائة الشاعر المعروف بابن مكرمان، قال ورأيت أهل تهامة يكرمونه ويعظمونه ويخلعون عليه، وله قصيدة سارت في اليمن في أفواه العامه مدح بها الأمير الشريف غانم بن يحيى بن حمزة السليماني فأثابه عنها بألف دينار فمنها:

ما عَسى أَن يُريدَ منّي العَذولُ ... وفُؤادي مُتَيَّمٌ متبولُ

هَمُّه الهجرُ للغواني وقَلبي ... سَلبتْهُ خَريدة عُطْبولُ

كيف صَبري وقد بدالي من السَّجْ ... ف أَثِيثٌ جَعْدٌ وخَدٌّ أَسيلُ

وجهُها أَبلجٌ ومَبْسِمها د ... رٌّ ولكنَّ الطَّرْف منها كحيلُ

ولها ناهدٌ وخصرٌ لطيفٌ ... وقَوامٌ سَمْتٌ ورِدْفٌ ثقيلُ

يطلب العاذلُ المُكلَّف بَيْني ... يَنْثَني القلبُ وهو لا يستحيلُ

يا خَليليَّ من ذُؤابة قحطا ... ن بنِ هودٍ أَلان جَدَّ الرَّحيلُ

إِنَّ بالسّاعد الحصينة مَلكاً ... طالبياً مَنْ زاره لا يَعيلُ

عَلَوِيّاً مُتَوَّجاً هاشميّاً ... حَسَنَيّاً نَواله مَبْذولُ

أَنتّمُ يا بني البَطين لُيوثٌ ... وغُيوثٌ وأَبحرٌ وسُيول

مارَنا طالبٌ إلى مجدكم بال ... طَّرْف إِلاّ ثَناه وهو كَليلْ

ومتى همّ أَن يُساويَكمْ أعْ ... وَزَهُ السُّودَدُ العريض الطويلُ

يا سليل البَطِين والحُرَّةِ الزهْ ... راء هي الطُّهر والحَصانُ البَتولْ

خمسةٌ خَصَّهمْ بتخصيصه الخا ... لقُ رَبّي وهو اللطيف الجليل

ما لهم سادسٌ غداة الذي مدَّ ... عليهم كساءه جِبريلُ

ما تَرَى في الملوك كالغانِم المَلْ ... ك ابن يحيى هيهات أَيْنَ المثيلُ

أَنتَ يا با الوَهَّاس بَدْرُ مَعالٍ ... ماله مُذْ أَضاء فينا أُفولُ

لك خُلْق كأَنّه عَرْفُ مِسْكٍ ... دُونه في مَذاقِهِ السَّلسبيلُ

حيث ما كنتَ أَو حللَت من الأَرْ ... ض حَليف العُلى فأَنت أَصيلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>