للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقائعاً بين الحليب ومونص ... فإِلى مصينع أَو مقينع أَوجه

ولربَّ يومٍ بالحُصَيْب ودربها ... بالقطب كان على الأَعاجم، أَكرَه

وعواصف بحصيبة عَصفتْ على ... حُبْشانها وعَلَى الدّعيّ الوَهْوَه

أَخبارُ أَيام الإِمام فواكهٌ ... فأَصِخْ بسمعك نحوها وتفكَّه

سِيَرُ الإِمام قديمُها وحديثها ... فرَجُ القلوب وروضة المُتَنَزِّه

أَشهى مِن الماءِ الزُّلالِ عَلى الظَّما ... وأَلَذُّ من عَصْرِ الشَّباب الأمْوَه

فاليوم بَخْبِخْ للخليفة بعده ... بالقائمْين الهادِيَيْن وزَهْرِه

سِبْطَيه قُطبيه اللذين إليهما ... شرفُ الخِلافة والإِمامة ينتهي

ويقول مَنْ كالأَجْبَهَيْن مخبِّرٌ ... فيقول سائله ومَنْ كالأَجْبهِ

يُسْتَثْقَلُ الشيء المُعادُ، وذكرهُ ... تُصْبي إِعادتُه الحليمَ وتَزدهي

أمُجَشِّمِيها كلَّ ليلٍ حِندسٍ ... شُعْثاً، بنفسي كلّ مَرْتٍ أَجْلَهِ

عرضتْ بعارضة ابن أَعرجَ فاغتدتْ ... عَرْجاء ناظرةً بِعيْني أَكْمهِ

ابن الأعرج رجل حبشي، والعارضة معقل له، ومكرشة أيضاً معقل.

ولوَتْ بمكرشةٍ فعضّت أَهلَها ... أَنيابُ نازِلةِ الخطوب العُضَّهِ

وَرَمَتْ بسِجّيل العَذاب عبيدَها ... تركتْهمُ عَصْفاً بيومٍ أَتْوَهِ

أَشبهتما قطبَ الملوك أَباكما ... قَوْلاً وفعلاً منه غير مُشَبَّهِ

تالله إِنَّكما لأَكرمُ مَعشرٍ ... هُدِيتْ لهم خُوصُ الرِّكاب التُّيَّهِ

وعبيد شعري شِعرُ رُؤْبةَ فيكمُ ... وأَبوه عَجّاجٌ وشِعْر الأَفوه

وأَنا المُفوّه لا المُفهّه فيكم ... كم بينَ قَوْلِ مُفَوَّهٍ ومُفَهَّه

صلّى عليكم بعد أَحمدَ ربُّنا ... ما طافَ ذِكركمُ براكب عَيْدَهِ

[الفقيه أبو بكر المحيرفي]

ذكره لي بعض عبيد أمير مكة بمصر فأثنى عليه وقال: كان يعلم أولاد الأمير. وأنشدني له من قصيدة في الأمير حسن بن يحيى:

أَهدتْ إِليك على البِعاد سَلامَها ... مُستصْحِباً صادَ الصَّلاة ولامَها

وتخيَّرَتْك مِن البريَّة مَلْجَأ ... نفسٌ أَبتْ من لا يرى إِكرامَها

ومنها:

تاه الزمانُ بدولة الحَسَنِ الذي ... ما زال مُنتظراً بنا أَيّامَها

يا عِزَّ آل محمدٍ وهُمامَها ... ولسانَها فيما حوى وكلامَها

وهذا آخر ما وقع إلي من شعراء اليمن إلى آخر سنة اثنتين وسبعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بداية قسم شعراء الشام

الجزء الرابع

مقدمة العماد لقسم شعراء الشام

<<  <  ج: ص:  >  >>