للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَوىً في فؤادي كامنٌ ليس ينطفي ... عليكم كمونَ النار في الْحَجَرِ الصَّلْد

وما الدمعُ ما يجري عليكم وإِنما ... نفوسٌ أَسَلْنَاهَا مع الدمع في الخد

إذا لفَّ بُرْدُ النومِ أَجفانَ راقدٍ ... لففتُ جفوني في رداءٍ من السهد

نهاريَ ليلٌ مدلهِمٌّ لفقدكم ... وليلي نهارٌ من خيالكمُ عندي

ومنها:

ألا يا رياحَ الشوق سيري فبلِّغِي ... سلامَ محبٍ صادقِ الحبِّ في الود

إلى المَلْكِ عزِّ الدين ذي المفخرِ الذي ... مناقبُهُ تعلو الكواكبَ في العَدِّ

ومنها:

مليكٌ إذا أطنبتُ في وصفِ فضله ... علمتُ بأَنِّي لم أَنَلْ غايةَ الجهد

فما العنبرُ الشَّحْرِيُّ في أَنفِ ناشقٍ ... بأَطْيبَ من ذكراه في سَمْعِ مُسْتَجْدِي

ومنها:

أَيا مَنْ إِذا سارتْ وفودٌ لبابه ... ترى عندهمْ وفداً إِلى ذلك الوفد

وقد علم القُصَّادُ قَصْدَ جَنَابِهِ ... فنوَّلَهُمْ قبلَ التفوُّهِ بالقَصْد

والده

الشريف القاضي سناء الملك

أبو البركات أسعد بن علي الحسيني النحوي

موصلي الأصل مصري الدار هاجر إليها واتخذها مسكناً، ورضي بها وطراً ووطناً؛ وكان كبير القدر، نابه الذكر. وجدت له شعراً في الصالح بن رزيك في نوبة قتل عباس: أما والهوى النجدي ما سئمت إلفا.

ومنها:

لئن كنتَ قد نَحَّبْتَ عباسَ من ظُبَا ... فَرَنْجَةَ لما لم يجدْ عنك مُسْتَعْفَى

وأنقذْتَهُ من أَسره وهو ذاهلٌ ... يَرُدُّ عن الأهوال في المأزق الطَّرْفَا

فقد سُقْتَه إذ فَرَّ منك إلى مَدىً ... تمد مُدَاهُ نحو مُقْلَتِهِ الحَتْفَا

وما فرَّ من وَقْعِ الأسنَّةِ صاغراً ... وجدِّكَ إلا حين لم يَرَ مُسْتَخْفَى

وملَّ الطعانَ المرَّ للمَلِكِ الذي ... يراه حَييّاً عندما يَهَبُ الألْفا

وقال في مدحه:

صاحِ إنْ أَهْجُرْ سليمى والرَّبابا ... فلقد بُدِّلْتُ من غيٍ صوابا

ولقد واصلتُ من بعدهما ... مدحَ من أَغْرَآ بجَدْواهُ انتسابا

إِنَّ في كفِّ ابن رزِّيكٍ لمنْ ... يبتغي الرفدَ لآمالاً خِصَابا

وبيمنى فارسِ الإسلام قد ... أُجْرِيَ البحرُ الذي عَبَّ عُبَابا

كم له في الشام من معجزةٍ ... ومقامٍ لم يكن إلا احتسابا

جرَّبَ الإفرنج من أفعاله ... في صناديدهمُ أمراً عُجابا

وله من أخرى:

ومن يهوَ إدراكَ المعالي فإنه ... يَعُدُّ المنايا من ملابسه طِمْرا

قريع الرزايا والقنا يقرع القنا ... خطير العطايا يَسْتَقِلُّ الْجَدَا خَطْرا

يخطِّطُ بالخطيّ في النقعِ موطناً ... يحوز العلا والموتُ يلحظهُ شَزْرا

ومنها:

إذا اهتز بالفساط غرباه لم يَدَعْ ... فؤاداً بأقصى روضةٍ لم يَمُتْ ذُعْرَا

وحيث ذكرت الشرفاء فقد تعين ذكر الشريف أبي جعفر، وهو:

الشريف أبو جعفر

محمد بن محمد بن هبة الله العلوي الحسيني

من طرابلس ومن الواجب إيراده في شعراء الشام. كان في مصر في عهد أفضلها، وحظي من مننه بأجزلها. أهدى إلى ديوان شعره بمصر القاضي الفاضل، في جملة ما أسداه إلي من الفواضل، فأثبت منه ما استجدته مما وجدته، واستطبته مما استعذبته. فمن ذلك من قصيدة أعدها لمدح الأفضل للتهنئة بعيد الفطر سنة خمس عشرة وخمسمائة، فقتل الأفضل عشية سلخ شهر رمضان من السنة، وعاش الشريف، ومدح الوزير بعده، وأولها:

قد تجاوزتَ في العلا الجوزاءَ ... واستمدَّتْ منك البَهَا والبَهَاءَ

ومنها:

لم تَزلْ للعيونِ منذ تراءَتْكَ ... جِلاءً وللقلوب رجاَ

ومنها:

وجيوشاً كأنما قد كساها البرقُ ... فوق الدروع منها رداءَ

في مجالٍ سالتْ ظباه على الأيدي ... كأن الغُمودَ فَجَّرْنَ ماءَ

<<  <  ج: ص:  >  >>