للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظننتُ بك الجميلَ فخاب ظنّي ... وقال اللهُ بعضُ الظنِّ إثمُ

وأُنشدت له:

تِهْ علينا وتِهْ على الشمسِ حُسناً ... أنت أولى بالوصف منه وأحرى

أنت بدرٌ يَسري ونحن أُسارا ... ك وأنّى يكون للبدرِ أسْرى

لا وأجفانِك المِراضِ اللواتي ... سِحرُه لانعجامه ليس يُقْرا

لو رأى وجهَك الخليلُ بعيني ... قال هذا ربّي ولم يتبرّا

أوقعته هذه المبالغة فيما ترى، ونستغفر الله تعالى من مثل هذا القول.

وأنشدني له أيضاً:

ويْحي من المتوجّعين وأخذِهم ... روحي بكثرة قولهم ماذا وما

وانظُر لنفسك قلتُ قد أكثرتمُ ... إنّي نظرتُ فما رأيتُ سوى العمى

وأنشد له:

تنقّل السُقمُ من جِلدي الى جلَدي ... كما تنقّل من جفنيك في جسدي

وزاد ما بي وقلّ الصّبرُ واستعرت ... نارُ الغرام وفتّ الحُزنُ من عضُدي

وما شكوتُ بِلى جسمي الى أحدٍ ... ولا الشّكيّةُ دارتْ قطّ في خلَدي

يسُرّني سوءُ حالي في هواك وإن ... كلّفتَني في الهوى ما لا تنالُ يدي

وأستلذّ الذي ألقاه من ألمٍ ... وإنْ حسسْتُ بوقعِ النارِ في كبِدي

إني على حفظِ سرّي فيك مجتهدٌ ... وهكذا أنت فاحفَظهُ أو اجتهِدِ

كيلا تُحيطَ بنا علماً ضمائرُنا ... ولا يَشيعَ حديثانا الى أحدِ

وأنشد له:

آمري بالصّبر سلِّ ال ... رّوحَ دون الصّبرِ عنكا

فتْكُ أجفانِك بالعُش ... اقِ من سيفك أنكى

عبدُك المرحومُ أضحى ... مستجيراً بكَ مِنكا

نقص في الأصل

إيّاك أن تُدخلَهُ مكةً ... فإنّه يُخرجُها من يدَيْكَ

هذه، وإنْ كانت نادرة معجبة، غيرَ أنّ التّجرّؤ على مخاطبة الله تعالى بمثل هذا القول، يدلّ على اختلال الدّين والعقيدة. ونسأل الله أن يحفظ علينا الاعتقاد الصّحيح.

وأنشدني له بعض أصدقائي - ببغداد - فيمن تزهد:

قالوا تزّهدتَ فازدد ... تَ بالتّزهُّدِ بَرْدا

ألبستَ نفسكَ لِبْداً ... والثّلجُ يُلبِسُ لِبْدا

لكنّه يتندّى ... وأنت لا تتندّى

أبو محمد محمد بن الحسين بن هِلال الدّقاق

من أهل بغداد.

ذكره السّمعاني في الذّيل، وذكر: أنّه لقيه شاباً، متودّداً، كيّساً، وذلك في سنة ستّ وثلاثين. لقِي أسعدَ الميهَنيّ الفقيه، وشدا عليه طرفاً من العلم.

قال: سألته عن مولده، فقال: سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة.

ٍقال: أنشدني لنفسه قوله:

أترى لوعدك آخِرٌ مترقّبٌ ... أم هل يمدّ بنا الى الميعاد

فاليأسُ إحدى الرّاحتين لآمِلٍ ... قد ضمّ راحتَه على ميعاد

وقوله:

لولا لطافةُ عُذرِها لمُتيّمٍ ... بغريبِ ألفاظٍ وحُسنِ تلطّفِ

لتقطّعتْ منه علائقُ قلبِه ... لولا مِزاجُ عتابها يتعطّفُ

ابن قزمّي البغدادي

أبو المظفّر محمد بن محمد بن الحسين بن خزَمِّي الإسكافي. من أهل بغداد، شيخ من باب الأزَج. كان أيامَ الوزير عليّ بن طِراد.

وكان لي صديق من أهل باب الأزَج، يقال له الكافي أبو الفضل، ووعدني أن يمع بيني وبينه، فما اتّفق ذلك. وحمل إليّ بخطّه هذه الأبيات:

مدامعُهُ تُغرِقُ ... وأنفاسُه تُحرِقُ

وما ذاك أعجوبةٌ ... كذا كلّ من يعشَقُ

بنفسي شهيّ الدّلا ... لِ إن مرّ بي يُطرِقُ

فأُغضي له هيبةً ... وقلبي جوى يخفِقُ

بوجهٍ كشمسِ الضُحى ... أساريرُه تبْرُقُ

أكادُ لإشراقِه ... إذا ما بدا أصعَقُ

إلامَ أداري الجوى ... وأمحَضُ مَن يمذُقُ

وأُشفِقُ من لوعة الص ... : دود ولا يُشفِقُ

سِهامُ لِحاظِ الحبي ... بِ في كبِدي تُرشَقُ

وكاتبٌ خطّ العِذا ... ر في خدّه يمشُقُ

وهذه الأبيات:

<<  <  ج: ص:  >  >>