للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان ينصفُ حين ينْشِدُ ... شعرَهُ وَسْطَ المَلاَ

صفعوه عِدَّةَ كلِّ حرْ ... فٍ فيه لكنْ جُمَّلاَ

وله يهجو:

إِذا قال لا يعدو كلامَ ابن فاعلٍ ... على أَنَّ مَحْضَ الجهل حشْوُ دماغهِ

وليس كلاماً ما يقول وإنما ... يجيب الصَّدا من رأسه من فراغه

وله في جارية سوداء:

وعاذلٍ محتفلٍ ... مجتهدٍ في عَذَلي

يلومُني في ظبيةٍ ... مخلوقةٍ من كَحَل

إنّ السَّوَادَ عِلَّةٌ ... من نورِ هذي المُقَل

والحَجَرُ الأسودُ لم ... يُخْلَقَ لغير القُبَلِ

والقارُ مذ كان وعا ... ءُ السلسبيلِ السَّلْسَلِ

وله

فإن عدتُ إلى وصلك ... فالألطاف مَرْجُوَّهْ

وإن لجَّ بك الهجرُ ... فلا حولَ ولا قُوَّه

وله

حوله اليومَ أُناسٌ ... كلُّهُمْ يُزْهى برَائِهْ

وهْو مثلُ الماء فيهمْ ... لونُهُ لونُ إنائِهْ

وله

ابنُ فلانٍ رجلٌ صالحٌ ... فامتحنوه واقبلوا رأئي

ارموهُ في البحرِ لكي تنظروا ... فإنه يمشي على الماءِ

وله في ذم السواد:

أَهْوِنْ بلونِ السواد لوناً ... ما فيه من حُجَّةٍ لناسِبْ

لستَ ترى حُمْرَةً لخدٍ ... فيه ولا خُضْرَةً لشارِبْ

وله في فرس يستعمل في الماء:

أَأَرَدْتَها تَبْقَى وقدْ ... كلَّفْتَها بالماءِ قُوتَا

لكنْ لشدَّةِ ضَعْفِها ... ما كان فيها أن تموتا

وله يهجو:

عِرْسُ هذا الفعيل مذ غرس النا ... كةُ فيها ... وهْي مُبَاحَهْ

أثمَرَتْ رأسُه قروناً طوالاً ... إنَّ هذا لمِنْ غريبِ الفِلاَحَهْ

وله

يقظانُ ملتهبُ النَّدَى فكأنّه ... مُغْرىً بإتلافِ النُّضَارِ مُسَلَّطُ

ومن شعره:

ذو عارضٍ كالغُرَابِ لوْناً ... وشاربٍ مثل ريشِ بَبْغَا

وله يهجو أنفاً كبيراً:

أنفُ الشريفِ دونه الآنافُ ... كأنما الدنيا له غِلاَفُ

ومن شعره:

قل لمن قد مَحَضتُهُ خالص الحبِّ ... فلم يَجْزِنِي على قدر حُبِّي

قد قَنِعْنَا بمنظرٍ يُطفْىءُ الوجْدَ ... ولفظٍ يُلْهِي الفؤاد ويُصْبِي

ما أُحِبُّ الوصالَ إلا لهذا ... فبقلبي أحبكم لا.....

وله في رجل كبير الأنف:

عليك لا لك أنفٌ ظلَّ مُشتَرِفا ... حتى غَدَا بنجوم الأُفْقِ مُلتَصِقَا

فلا تقُلْ خلقةُ الله ازدريْتَ بها ... فقد يعاذُ به من شرِّ ما خَلَقا

وله في المعنى:

كأنه السدُّ الذي بيْنَنا ... وبيْنَ يأْجوجٍ ومأْجوجِ

وله في المعنى أيضاً:

ورُبَّ أنفٍ لصديقٍ لنا ... تحديدهُ ليس بمعلومِ

ليس على العرشِ له حاجبٌ ... كأنه دعوة مظلوم

الموفق أبو الحجاج يوسف بن محمد المعروف ب

ابن الخلال

هو ناظر ديوان مصر وإنسان ناظره، وجامع مفاخره، وكان إليه الإنشاء، وله قوة على الترسل يكتب كما شاء، عاش كثيراً وعطل في آخر عمره وأضر، ولزم بيته إلى أن تعوض منه القبر، وتوفي بعد تملك الناصر مصر بثلاث أو أربع سنين. وأنشدني مرهف بن أسامة بن منقذ، قال أنشدني الموفق بن الخلال لنفسه من قصيدة:

عَذُبَتْ ليالٍ بالعُذَيب خَوَالي ... وحلَتْ مواقِفُ بالوصالِ حَوَالي

ومضتْ لذا ذاتٌ تَقَضَّى ذكرُها ... تُصْبِي الحليم وتَسْتَهيمُ السالي

وجَلَتْ مورَّدة الخدود فأَوْثَقَتْ ... في الصَّبْوةِ الخالي بحُسْنِ الخالِ

قالوا سراةُ بني هلالٍ أصْلُها ... صَدَقوا كذاك البدرُ فرع هِلال

ونقلت من كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان من شعر ابن الخلال قوله:

وأغنَّ سيفُ لحاظِهِ ... يَفْري الحُسامَ بحدِّهِ

فَضَحَ الصوارمَ واللِّدَا ... نَ بقدِّه وبقدِّه

<<  <  ج: ص:  >  >>