للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في أمير يعرف بابن كازوك، ولي المشارفة بالغربية، وعزله عن شغله من قصيدة:

أيها المخلصُ المكينُ ومن كفَّاه ... في كل أَزْمَةٍ يَكفَانِ

بَانَ عَنَّا أهلُ المحبة واعْتَضَنَا ... بأهل البغضاءِ والشَّنَآنِ

نحن أَشْقَى بَخْتاً وأتعسُ حَظّاً ... إذ قضَانا بصَفْقة الخُسرَانِ

وأخسُّ الورَى وأهونُهم بين ... الرعايا قَدْراً على السلطان

إذ رعانا بأَبْغَضِ الخلق مذ كا ... نَ وكانوا لكل قاصٍ ودانِ

رجلٌ صِيغَ من حَماً شِيب بالشِّرَّةِ ... خَلْطاً والشؤمِ والخذلان

والزِّنَأ والبِإاء والجهلِ والإفْكِ ... وسوء الطباع والبُهْتان

ما ظنَنَّا من قبله أننا نلقى ... جميعَ السَّوْءَاتِ في إنسان

يتلقَّاك كالحاً عابسَ الوجه ... بقلبٍ خالٍ منَ الإيمان

وله إخوةٌ وأفعالهم في الما ... ل فعلُ الذئاب بالحُمْلانِ

حَرَّ قلبي على مثوليَ بالبا ... بِ وقَوْلي لصاحب الديوان

أيها الألمعيُّ أعوزك الرُّعْيَانُ ... حتى استُرْعِيتَ بالذّؤبان

أي شيء غالَ الكفاةَ من الكُتَّابِ ... لولا عوائقُ الحرمان

ومنها:

صاحبُ الخيل والجواشِنِ وَالبَيْضِ ... وبيضِ الطُّلاَ وسُمْر اللِّدَان

مالَهُ والنكُولَ عن سفر الشا ... م وصَدْم الأقران بالأقران

وَطِلاَبَ المشارفاتِ وتحقيقَ ... بقايا العُمَّالِ والخُزَّان

ليس هذا إلا لأنَّ الخراف ال ... بيضَ في ريفنا بلا أَثْمان

والرحيقَ الذي عهدناهُ لا يب ... تاعُ إلا بالنَّقْدِ أو بالرِّهان

يُجْتَلَى في الكؤوس صِرْفاً مع المُجَّانِ ... والمُسْمِعاتِ بالمَجَّانِ

والإجابات للمآدب أَشْهَى ... للفَتى من إِجابة الديوان

وطِلاب الدليل بالرَّسْم أَوْلَى ... من طلابِ البرازِ للفُرْسانِ

ومنها:

فاتركونا معاشرَ الجند واغْنَوْا ... بِدَرُورِ الأرزاقِ كلَّ أوانِ

والولاياتِ والحماياتِ والغُرْ ... م وأخذ الأَجْعَال من كل خانِ

والمعاصير والسواقي وتَسوِي ... غِ الضِّياع المُفَرَّدَاتِ الحسان

وارتعوا في جَزُورِ ذي الدولة الها ... مي نَدَاها في أطيب اللُّحْمَانِ

واشْغَلُونَا بما به يُشْغَلُ الهرُّ ... لنَفْعٍ أو خيفةَ العُدْوَانِ

بالطِّحال المسْدودِ أو طَرَف الريَّةِ ... أو بالمِعْلاقِ والمُصْرَانِ

واغنموا هُدْنَةً كتهويمة الركْ ... بِ وُقِيتُمْ بها من الحِدْثَانِ

وله من قصيدة:

ألا هكذا فليسْعَ من كان ساعياً ... ويَرْقَ إلى العلياء من كان راقيا

ويبلذل محبوباً من النفس غَالياً ... ليُحْرِزَ مطلوباً من الحمد عَالِيا

وله من قصيدة:

كَتَمَ الغرامَ ولم يَدَعْهُ لسَانُهُ ... فَوَشَتْ بسرِّ جَنَانه أَجْفَانُهُ

رَشَأٌ أُعانِقُ من رشاقةِ قَدِّهِ ... رُمْحاً وسودُ المقلتين سِنَانُهُ

ومنها يستهدي فرساً:

وأعِنْ على سفَري إليك بأَجْرَدٍ ... طاوٍ يضيق بجرْيهِ مَيْدَانُهُ

جذلانَ ينفض مِذْرَوَيْهِ كما مشى ... للسكر طافحُ سلْسَلٍ نَشْوَانُهُ

يعدو على مَهَلٍ فتحسب أنه ... بازٍ طَوَى بُعْدَ المَدَى طَيَرَانُهُ

ويروحُ يوم السَّبْق مُجْريهِ على ... ثِقَةٍ بأنَّ له يُحازُ رِهانُهُ

والنفسُ توقنُ أنني سأعود عن ... هذا المقامِ وفي يديَّ عنانُهُ

مسعود الدولة النحوي

<<  <  ج: ص:  >  >>