للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأمنتَ من سُكْرِي وقد ... سَقَّيْتني كأس المِطالِ

وله في عامل بالإسكندرية:

أنا رزقي سبعون بل وثمانو ... ن وما تلحق البقولَ الخلولُ

كلُّ هذا وكلّ رزقك دينا ... رٌ وفي مثل ذا تحار العقولُ

أبو الحسن علي بن سعيد المعروف ب

ابن كاتب أسلم

له:

وكم ليلٍ جَلَوتُ الكأسَ فيهِ ... وقد نَظَمَ الحَبَابُ لهُ عُقُودَا

ونادمْنا به صُوَراً إذا ما ... احتَسَاها شاربٌ وقَعَتْ سجودا

يُلَبِّسها المديرُ لها بروداً ... فيَسْلُبُ شُرْبُها تلك العقودا

وله في ضمن رسالة:

تَعْنُو لأحكامه الأيامُ خاضعةً ... فيما يحاوِل منها أو يطالبُهُ

يا من حوى ما لو انَّ الدهر يجمعه ... من المناقب لم تُذْمَم نوائبه

شمائلٌ كنسيم الروض قد عَطِرَت ... شمائلُ الجوِّ منه أو جنائبهُ

وجودُ كَفٍ لو انَّ الغيث يُشْبهها ... فَيْضاً لما انقطعت يوماً سحائبُهُ

وله

أيامُ عَصْرِكَ كُلُّها قد أُلْبِسَتْ ... خِلَعَ الرّياضِ الزُّهْر غِبَّ سمائها

فإذا أَتَتْ أيامُ عيدٍ لم تَبِنْ ... بفضيلةٍ فيها على نُظَرائها

وله وقد أهدى أقلاماً:

يا سيدَ الرؤساءِ والنَّدْب الذي ... جازتْ مناقبُه مَدَى الجَوْزَاءِ

قد أَنَفَذَ المملوكُ أقلاماً لها ... بيديك فعلُ البيض والأَنْوَاءِ

تُرْدِي العِدَا إِنْ أُعْمِلَت بالبأسِ أَوْ ... تُحْيِي الوَلِيَّ بنائلٍ وعطاء

وذكره الأجل الفاضل وقال: كان من ثغر الإسكندرية وتوفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة. ومن شعره في والده الأشرف ابن البيساني رحمه الله من قصيدة:

أَجَلْ أَنْتَ من كلِّ مَلْكٍ أَجَلّ ... وفي رَاحَتَيْكَ المُنَى والأَجَلْ

ومنها:

فلا البابُ عن مُرْتجٍ مُرْتَجٌ ... ولا الوَفْرُ عن مُعْتَزٍ مُعْتَزِلْ

فقيل له: ما مدحت ولا ذممت.

علم الدولة مقرب ابن ماضي

المقري صاحب واحات

ذكرهه ابن الزبير قال: كان ثر الفواضل، كثير الفضائل، غمر النائل؛ مغناه مرمى ذوي الآداب من المصريين، ومنزع المسترفدين منهم والمنتجعين. فمن شعره قوله، وأنا أكبرها عنه:

أَهْدَى إليَّ مُعَلِّلي ... وَرْداً ولم يكُ وَقتُهُ

فسألتهُ عنه فقا ... لَ من الخُدود قَطَفْتُهُ

قبَّلْتُهُ فكأَنني ... في خدِّه قبَّلْتُهُ

الوضيع

يحيى بن علي الكتبي المنبوز بالوضيع

وكان مشتهراً بالمجون، له:

ضَعُفْتُ عن الشكوى إليك وإنما ... يناجيكَ عما بي خفيُّ أَنِيني

أقولُ لركبٍ هائمين ضلالةً ... وقد سَمَحَتْ عيني لهم بعُيُونِ

رِدُوا تَرْتَوُوا، واستوقدوا تهتدوا، فَهَا ... مواقدُ أَحْشائي وغُدْرُ جُفُوني

ومنها في المديح:

صفاتُكَ تَسْبيحِي، ودارُكَ قِبْلَتِي ... ومدْحُكَ قرآني، وحُبُّكَ ديني

وله من أخرى:

لا القربُ يُدنيه من طرفي فأَنْطُرُهُ ... ولا التباعُدُ يُنْسِيهِ فأَذْكُرُهُ

ممثَّلٌ في سَوادِ العَيْنِ يَسْكُنُهُ ... مُصَوَّرٌ في سُوَيْدَا القلب يَعْمُره

يا قاتلَ الله شوقي كم يُحَلِّلُ لي ... ذاك الغزالَن وغَيمُ البُعْد يَكْفُرُهُ

سَقْياً ورَعْياً لرِيمٍ ما تَصَوَّرَ لي ... إِلاّ سمحتُ بدمعٍ كنتُ أَذْخَرُهُ

وله

أنا نائبُ الشَّرْعِ النُّوَاسِي ... دَعْنِي وباطِيَتي وكاسي

أَهوَى الغزالة كاعباً ... وأَهيمُ بالظَّبْيِ الخماسي

من كلِّ معتدلٍ رشيقِ ... القَدِّ ممشوقٍ خِلاَسي

متعكرشٌ فإذا اختبرْ ... تَ وجدت مُنْحَلَّ الأَساسِ

لكن لإفلاسي حَبَبْتُ ... السامريَّ بلا مِسَاسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>