للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله من قصيدة في تاج الملوك أخي الملك الناصر:

سلِّ عنك الهموم بالسلسالِ ... وارتشفْهَا من الرحيقِ الزُّلاَلِ

قهوةٌ رقَّتِ الكؤوسُ وَرَاقَتْ ... فَجَلَتْ من زجاجها لَمْعَ آلِ

من يَدَيْ شادنٍ يصولُ بلحظٍ ... يتقي حَدَّه سُطا الرئبالِ

في رياضٍ كأنها جنةُ الخُلْدِ ... بَدَتْ في عيونها والظِّلال

عند تاجِ الملوكِ بورى بنِ أَيُّو ... بَ ومن بَوَّرَتْ عُلاَه المعالي

ومنها يصف مجلساً صوره:

صُوَرٌ لو نَطَقْنَ قَلْنَ تَعَالَى ... مَجْدُ بُورِي عن مُشْبِةٍ أَوْ مِثَالِ

ثَمِلاَتٌ وما انتشتْ بِعُقَارٍ ... مُطْرباتٌ وما شَدَتْ بِمَقَالِ

وقوله:

ما في الحشا لسواكمْ مَوْضِعٌ خالِ ... ولا لغيركمُ ذكرٌ على بَالي

نظرتُ أَوْجُهَ آمالي فكانَ بها ... حسنُ اتجاهي إِلكم خيرَ أعمالي

وكيف أَعدو بها منكمْ ذوي كرمٍ ... أَرْجُو بإِقبالهمْ في الخير إِقبالي

هُمْ أَسلفوني بحسنِ الصبر عارفةً ... ما ساءَني زمني مُذْ حَسَّنَتْ حَالي

وقوله من قطعة لزم فيها ما لا يلزم:

أَجْلَلْتُ مجدكَ أَيَّما إِجْلالِ ... عن ظنِّ إخلادٍ إِلى إِخلالِ

أو ريبةٍ في الودِّ تُخْرِجُ قاصداً ... من فَرْطِ إِدلال إلى إِذْلاَلِ

وحسابِ تسويفٍ ومطلٍ عن غِنىً ... يُفْضي بإِمهال إلى إِهمال

آليتُ أَبْرَحُ سائلاً لك نائلاً ... يُوسَى ببلِّ نداه بالي البالي

حتى يراجعَ فيَّ عاطفةَ العُلاَ ... كرَمٌ يَزِينُ الفَضْلَ بالإفْضَال

وأَرى بعودِ نداك عودي مُورِقاً ... ومُعَطَّل التأميلِ حالي حالي

أَأَرومُ دونك من أَروحُ بمطلبٍ ... عما لديه على المُحال مُحالِ

هَبْكَ استطعتَ زيادةً في رغبتي ... وأَطَعْتَ في مَقْتِي مقالَ القالي

هل تستطيعُ إزالةً لهواك عَنْ ... قلبي وقد ضَمِنَ المُنَى لمَنَالِ

ما مَنْ أَحبَّ بتاركٍ أَحْبَابَهُ ... لملالِ مَيْلٍ أو ملال مِطَالِ

وقوله في الاقتضاء:

لو أَمْهلَ الدهرُ أَمْهَلْنَا ذوي الكرمِ ... وكان عذرهُمُ المبسوطُ في العَدَمِ

لكنْ وراءَ خُطَانا من حوادِثِهِ ... عَيْنٌ علينا إذا ما نامَ لم تَنَمِ

فلا تظنوا بنا عما نرومُ غِنىً ... ولا تَمُرُّوا بنا في معرض التُّهَم

ولا تخافوا ملاماً في تغافلكم ... عنا فلله فضلُ الرزق والقسَم

ما مَنْهَجُ الخيرِ خافٍ عن مُيَمِّمِهِ ... لكنْ له مانعٌ من زَلَّةِ القدَم

وله

هذا الوداعُ الذي تراهُ ... فليت شعري متى التلاقي

وَدَّعْتُهُمْ سُحْرَةً فساروا ... والنفسُ في كرْبةِ السياق

وعدتُ لم أَدرِ أَين قلبي ... رافَقَني أَمْ مَعَ الرفاق

ما عند من شَفَّنِي هواهُ ... بَعْضُ غرامي ولا اشتياقي

سَلاَ وأَبْدَى لديَّ وَجْداً ... سُقْمِي به ما حييتُ باقِ

فوا الذي بالنَّوَى رماني ... وشدَّ في حُبِّكُمْ وَثَاقي

لا سلتِ النفسُ عن هواكمْ ... لو بَلَغَتْ رُوحِيَ التراقي

[حسين بن أبي زفر المتطبب الأنصاري]

ممن لقيته بمصر، له:

يا مَنْ لهم نفسي تهو ... ن وقدرهمْ عندي يَجِلُّ

حاشاكمُ أَنْ تَسْمَعُوا ... قولَ الوشاةِ وأَنْ تَمَلُّوا

إِنْ كنتُ أَهلاً للذنو ... بِ فأَنْتُمُ للعَفْوِ أَهْلُ

أَقسمتُ لا حلَّ السرو ... رُ بِرَبْعِنا حتى تَحُلُّوا

وله

رَقَصَتْ في كأْسها طَرَباً ... قهوةٌ تَدْعُو إلى الطَّرَبِ

فأَرَتْ في الكأسِ شمسَ ضُحىً ... قُلِّدَتْ بالأَنْجُمِ الشُّهُبِ

الجهجهان

<<  <  ج: ص:  >  >>