للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَمَرٌ في حَلْقَةِ النحوِ ... له مَرْعىً وَنَبْتُ

كلَّما أَقْبلَ يختا ... لُ إلى الحلقة قُلْتُ:

ليتنا ظَرْفَا مكانٍ ... أَنا فوقٌ وهْو تَحْتُ

النجيب أبو المكارم

هبة الله بن وزير بن مقلد المصري

ذكر لي بمصر أنه من أهل الإجادة؛ له في غلام حاسب:

قد جادَ ذهنك في الحسابِ فَجُدْ ... للمستهامِ بأَوَّلِ العَدَدِ

وله

من علاماتِ المحبِّ إذا ... عاينَ المحبوبَ يَرْتَعِدُ

خيفةً من غيرِ ما سَببٍ ... غَيْر إظهارِ الذي يَجِدُ

دهشةُ العشاقِ واضحةٌ ... لم يُطِقْ كتمانَها الجَلَدُ

وله في محبوبٍ وقد رأى عليه كراً:

انْظُرُوا من أَبي الحسينِ عجيباً ... فَمُحَيَّاهُ في دُجَى الشَّعْرِ صُبْحُ

كَرَّ في الكُرِّ منه فارسُ حُسْنٍ ... لَحْظُهُ سيَيْفُه، وعِطْفَاه رُمْحُ

وله في بعض عدول مصر يستكفه عن الشهادة عليه:

بأَكِيدِ وُدِّكَ للأَلوفِ ... وبما حَوَيْتَ من الأُلوفِ

وبرحبِ مَنزلكِ الذي ... أَضْحَى مَحَلاً للضيوفِ

وبما حَوَى من عُظْم ظَرْ ... فِ المُذْهَبات من السقوف

ورُخامِهِ الموصوفِ مِنْ ... أَهْلِ البلاغة بالرصوف

وبحقِّ وَجْهَِ إِنَّهُ ... كالبدرِ وُقِّيَ من كُسُوف

وبروضِ خُلْقٍ ثَمْرُهُ ... هِيَ دانياتٌ للقطوف

وبحقِّ خاطرِك الذي ... يجري ويأْنَفُ من وقُوفِ

وبحقِّ ما قد حُزْتَ في ... الْخَلَوَاتِ من أَجْرِ العُكُوف

وبحقِّ تأديةِ الشها ... دةِ خوفَ إنكارِ العسوف

وبحقِّ مَدْحِكَ إِنَّهُ ... كالدرِّ يُدْخَرُ للشُّنوف

وبمركبٍ لك جيِّدٍ ... لا بالحَرُونِ ولا القَطُوفِ

وبحقِّ روسٍ فوقها ... تَمْشِي على رغْمِ الأُنُوفِ

وبما حَوَيْتَ من الحُنُوِّ ... عليَّ من قلبٍ رَءُوفِ

يا نجلَ يحيى المُكْتسِي ... بالمدحِ جِلبابَ العطوف

أَمْسِكْ عن العبدِ الضعيفِ ... المستجيرِ من الحُتُوفِ

إنَّ الشهودَ كلامُهُمْ ... في الخصمِ يَقْطَعُ كالسيوف

لا زلتَ كَهْفاً مُنْجِياً ... للحُرِّ من شَرِّ المَخُوف

وله في غلامٍ فقيهٍ مالكي:

أَأَبا الحسينِ فقيهَ مذهبِ مالكٍ ... نفسي تقيكَ من الرَّدَى يا مالكي

حَسْبِي بوجهكَ جَنَّةً رِضْوانُها ... بالصدِّ قَدْ نَقَلَ الفؤادَ لمالك

وله يهج طبيباً يسمى ابن المد:

لنَجْل المُدِّ عبدٌ ضرَّ خَلْقاً ... بِمِيلٍ مالَ عن طُرُقِ النجاحِ

إذا ما حلَّ في الأَجفانِ أَبْدَى ... به وَخْزَ الأَسِنَّةِ بالرماح

له كُحْلٌ أَعَاذَ اللهُ منهُ ... يسوقُ السقْمَ للحَدَقِ الصِّحاح

إِذَا كَحَلَ العيونَ بهِ تَسَاوَى ... دُجَى ليلِ المريضِ مع الصباح

وله

مهفهفٌ في فيه ما ... يُبْرِي العليلَ رَشْفُهُ

حَوَى نُحولي خَصْرُهُ ... وثِقْلَ وَجْدِي رِدْفُهُ

ولونَ حظِّي صُدْغُهُ ... ولينَ قلبي عِطْفُهُ

طُوبَى لمن كانَ على ... سَالِلَتَيْهِ قَصْفُهُ

وَخَمْرُهُ ريقتُهُ الفائحُ ... منها عَرْفُهُ

وَمِنْ جَنَى ورديِّ ... تلك الوَجَناتِ قَطْفُهُ

وَظَهْرُهُ فِراشُهُ ... وساعِدَاه لُحْفُهُ

وله من قصيدة في الملك الناصر صلاح الدين:

لقد أَوضحَ الآياتِ في الحرب يُوسُفٌ ... فقام ببرهان النِّصال شُهُودُهَا

مليكٌ له عَزْمٌ يُخَبِّرُ أَنَّهُ ... قديمُ سياساتِ الوَغَى وجديدها

<<  <  ج: ص:  >  >>