للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلي يا فدتك نفسي يُجفى ... ويُصرَف عنه وجه الود صرْفا

كتبت فلم تجبني عن كتابي ... ولم يُعِد الرسولُ عليّ حرفا

فآهاً ثم آهاً ثم آها ... وأفاً ثم أفّاً ثم أفّا

وله من قطعة يستدعي بعض إخوانه:

عندي الذي تتمنى ... عندي الذي تشتهيه

وما يتمّ سرورٌ ... إلا إذا كنتَ فيه

وقوله:

تأمّلْ إن في اسمك شرَّ معنى ... وقد يدري الغرائبَ مبتغيها

لئن سمّوك يعلى ما أرادوا ... بفتح الياء إلا الضمَّ فيها

وقوله:

صبرتُ على سوء أخلاقه ... زماناً أقدّر أن يصلحا

فلما تزوّج قاطعته ... لأني تخوّفت أن ينطحا

وقوله:

إذا سبك إنسان ... فدعه يكفك الربُّ

ولا تنبح على كلب ... إذا ما ينبحُ الكلب

وقوله:

يقرب قولُه لك كلّ شيء ... وتطلبه فتبصره بعيدا

فما يرجو الصديق الوعدَ منه ... ولا يخشى العدوّ له وعيدا

طابق ثلاثة بثلاثة في هذا البيت.

وقوله:

قاطعتُ عمران ولم أستطع ... صبراً على أشياء ليست تليقْ

فالكفّ إن حلّت بها آفة ... يقطعها المرء فكيف الصديقْ

وقوله في التصوف:

ليس التصوّف لبس الصوف ترقعه ... ولا بكاؤك إن غنى المغنّونا

ولا صياح ولا رقص ولا طرب ... ولا تَغاش كأن قد صرت مجنونا

بل التصوف أن تصفو بلا كدر ... وتتبع الحقّ والقرآن والدينا

وأن تُرى خائفاً لله ذا ندمٍ ... على ذنوبك طولَ الدهر محزونا

وقوله في الزهد:

لو قلت لي أي شيء ... تهوى لقلت خلاصي

الناس طراً أفاعٍ ... فلات حين مناص

نسوا الشريعة حتى ... تجاهروا بالمعاصي

فشرّهم في ازدياد ... وخيرُهم في انتقاص

حتى يوافوا المنايا ... فيؤخذوا بالنواصي

يا ويحَهم لو أعدّوا ... لهول يوم القصاص

أبو الحسن

علي بن الحسن ابن الطوبي

ذكر أنه إمام البلغاء، وزمام الشعراء، مؤلف دفاتر، ومصنف جواهر، ومقلد دواوين، ومعتمد سلاطين، سافر الى الشرق، وحل منه في الأفق، وكان في زمان المعز بن باديس عنفوانه، وله فيه قصيدة رُصّع بها ديوانه:

أجارتنا شدّي حزيمك للتي ... هي الحزم أو لا تعذلي في ارتكابها

وكفّي فإن العذل منك زيادة ... عليّ كفى نفسي الحزينةَ ما بها

ومنها:

وإما المُنى أو فالمنيّة إنها ... حياة لبيب لم ينل من لبابها

وهل نعمة إلا ببؤسي وإنما ... عذوبة دنيا المرء عند عذابها

سآوي الى عزّ المعزّ لعله ... سيأوي لنفس حرة واكتئابها

إليك معز الدين وابن نصيره ... حملت عقود المدح بعد انتخابها

وأثواب حمد حُكتُ أثواب وشيها ... على ثقةٍ مني بعظم ثوابها

وله من قصيدة:

أجارتنا إن الزمان لجائرُ ... وإن أذاه للكرام لظاهر

أجارتنا إن الحوادث جمة ... ومن ذا على ريب الحوادث صابر

أجيراننا إن الفؤاد لديكم ... لثاوٍ وإن الجسم عنكم لسائر

أأترك قلبي عندكم وهو حائر ... وآخذ طرفي منكمُ وهو ساهر

كذا يغلب الصبر الجميل كما أرى ... ويخسر في بيع الأحبة تاجر

وله:

أعددتُ للدهر إن أردَت حوادثه ... عزماً يحل عليه كلّ ما عقدا

وصار ما تتخطى العين هزته ... كأنما ارتاع من حدّيه فارتعدا

وذابلاً توضح العليا ذبالته ... كأنها نجم سعد لاح منفردا

ونشرةٌ ليس للريح المضيّ بها ... إلا كما عرضت للنهي فاطّردا

وسابحاً لا تروع الأرضَ أربعُهُ ... كأنه ناقد مالاً قد انتقدا

فداك مالٌ متى يحرزه وارثه ... فخير ما وجد الإنسان ما وجدا

وله:

<<  <  ج: ص:  >  >>