للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفه بالبراعة في الصناعة، والمهارة في العبارة، والتنزه في رياض الرياضيت، والتنبه في سحريات السحريات، وأورد له ما اخترت منه، قوله في العذار:

فيه للعين مُنيةٌ واعتذار ... حين أبدى البديعُ منه العِذار

فات حدّ القياس إذا صيغَ ماء ... وسط درّ مركّبٍ فيه نار

وقوله في الأوصاف:

انظر الى الزُهرة والمُشتري ... إذ قابلا البدر يريكا العجبا

قد أشبها قرطين قد علِّقا ... في جانبيْ تاج صقيل المذهب

وله أيضاً:

وكأن البدر والمرْ ... ريخ إذ وافى إليه

ملكٌ توقد ليلاً ... شمعةٌ بين يديه

وله في القناعة:

أنا لعمري يئستُ ... من الغنى فاسترحتُ

وقد قنعت فحسبي ... من الغنى أن قنعت

أبو الحسن علي بن أبي اسحاق

ابراهيم بن الودّاني

وصفه بالرئاسة والنفاسة، ومن شره قوله يصف ليلة:

من يشري مني النجوم بليلة ... لا فرق بين نجومها وصحابي

دارت على فلك السماء ونحن قد ... دُرْنا على فلَك من الآداب

وأتى الصباحُ فلا أتى وكأنه ... شيبٌ أطلّ على سواد شباب

وله في الشيب:

وبرغمي لما أتاني مشيبي ... قلت أهلاً بذا الضّحوك القَطوب

ولعمري ما كنت ممن يحي ... يه ولكن تملّقُ المغلوبِ

كان في عهد ابن رشيق وبينهما مكاتبات.

[أبو القاسم أحمد بن ابراهيم الوداني]

أنشدت له:

ترفّق بنفسك لا تضنه ... بحرص فحرصك لا ينفعُ

فكم عاجزٍ واسعٌ ماله ... وكم حازم فقرُه مدقعُ

أبو عبد الله محمد بن علي

ابن الصباغ الكاتب

كان في عهد ابن رشيق وبينهما مراسلات، ذكر أنه ناظم ناثر.

له:

وليلٍ قطعناه بأختِ نهاره ... الى أن أماط الصبحُ عنه لثامَهُ

إذا ما أردنا أن نشب لقاصد ... ضِراماً سكبناها فقامت مقامه

ليالي نوفي اللهو منّا نصيبه ... ونعطي الصبي مما أراد احتكامه

وله:

قومي الذين إذا السنابكُ أنشأت ... دون السحاب سحائباً من عِثيرِ

برقت صوارمهم وأمطرتِ الطُلى ... علَقاً كثرثار الحيا المتفجر

الواترين فلا يقاد وتيرهم ... والفاتكين بحمير وبقيصر

والمانعين حماهم أن يُرتعى ... والحاسمين لكل داء يعتري

وله:

لا يخدعنّك حِبٌ ... يطولُ منه السكوت

فالزِّند يضمر ناراً ... وهو الأصمّ الصموت

وكتب إليه أبو علي بن رشيق عند وصوله من القيروان الى مازر في أول رسالة:

كتابٌ من أخ كشفت ... قناعَ ضميره يدُهُ

تذكّرْ منزلاً رحباً ... وعذْباً طاب مورده

وكان يطير من شوقٍ ... الى عهد يجدّدُه

فكتب إليه في جوابه:

أخٌ بل أنت سيّده ... على ما كنت تعهده

بودٍّ غير محتاج ... الى شيء يؤكّده

لعلّ الله باللقيا ... كما يختارُ يسعده

وله في وصف ذكي:

أذكَى الورى كلِّهم وأعلمم ... فما يرى مثل لبّه لبُّ

يوضح بالفهم كلّ مشكلة ... كأنما كلُّ جسمه قلب

الأمير مستخلص الدولة

عبد الرحمان بن الحسن الكلبي

له في بعض الكتاب:

نحن كلانا يضمّنا أدبٌ ... حُرمتنا فيه حرمة النّسبِ

فعَدِّ عمّن معناك خالفه ... في كل فنٍ تسلمْ من التعب

واجنحْ إلينا فإنّ أُلفتنا ... تدفع باليمن حرفة الأدب

وقوله:

قلت يومها لها وقد أحرجتني ... قولة ما قدرت أنفكّ عنها

أشتهي لو ملكتُ أمركِ حتى ... آمر الآن فيك قهراً وأنهى

فبكت ثم أعرضت ثم قالت ... خنتني في محبة لم أخنها

قلت إن أنتِ لم تجودي بوصل ... فالمنى ما عليك لو نلتِ منها

الأمير أبو محمد القاسم بن نزار الكلبي

<<  <  ج: ص:  >  >>