للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كؤوسٌ من يواقيت ... تفتّحُ عن دنانير

وفي جنباتها زهرٌ ... كألسنة العصافير

أبو حفص عمر بن الحسن

ابن الفوني الكاتب

ذكر أنه لغوي، شعر، كاتب، منجم، مهند.

وله في مرثية أولها:

للموت ما يولد لا للحياه ... وإنما المرءُ رهينُ الوفاه

كأنما ينشره عمره ... حتى إذا الموت أتاه طواه

من ترْم أيدي الدهر لا تُخطِه ... والدهرُ لا يخطئ من قد رماه

وله:

نفس الفتى عارية عنده ... ما بخله بالرّدّ إلا سفاه

وله:

بأبي من غدا صَمي ... مَ فؤادي محلُّهْ

والذي عقْدُ حبّه ... ليس خلْق يحُلّهْ

أيها العاذل الذي ... طال في الحب عذْلُهْ

أتراني مللْتُه ... لست ممن يملّه

لا ولا اعتضت غيره ... بل له الودّ كلّه

وله:

يا لدمعٍ أعلن الس ... رّ وقد كان مصونا

باح بالوجد فأبدى ... للورى داءً دفينا

مااذي يصلح عيني ... قبّح الله العيونا

جلبت حتفي ونمّت ... فاحْتفَتْ منّي الظنونا

وغدا ما كان شكّاً ... عند أقوامٍ يقينا

أبو بكر محمد بن علي بن عبد الجبار

الكموني

له:

ما إن رأيتُ كراقص ... مستظرف في كل فنِ

يحكي الغناءً برقصه ... كمراقص يحكي المغني

رجلاه مزمار وعو ... د في نهاية كلّ حسن

فهو السرورُ لكل عي ... ن والنعيمُ لكل أذن

وله:

يا بأبي ريّان طاوي الحشا ... يقطعه الدلّ إذا ما مشى

يحسبه الناس إذا ما خطا ... منتشياً لكنّه ما انتشى

[رزيق بن عبد الله الشاعر]

ذكر أنه كان محارفاً، ولم يزل حرمانه بضعف حظّه متضاعفاً، برّه بعض الرؤساء بدنانير وظن أنه يعينه، فلما عاد الى بيته وجد لصاً قد سرق جميع ما فيه.

فقال:

محاني اللهُ من ديوان سعدِهْ ... وأيأسَ راحتي من نيل رِفدِهْ

إذا ما السعدُ أسعفني بشيء ... يقوم النّحس محتسباً لردّه

[أبو محمد عبد الله بن مخلوف الفأفأ]

له:

يا من أقلّ فؤادي ... ولحظ عينيَ علّه

صِلْني تصلني حياتي ... وامْنُنْ عليّ بقُبله

وله:

يا من يجود بدائِه ... لا تبخلنْ بدوائِهِ

واعطف على قلب غدا ... مثواك في سودائه

وانضح بماء الوصل نا ... رَ الهجر في أحشائِه

أمرَضْتَه بجفونك ال ... مرضى فجُدْ بشفائه

أبو حفص عمر بن حسن

ابن السطبرق

ذكر أنه من أهل الدين، والورع، والعفاف.

وله في الزهد:

سيلقى العبدُ ما كسبت يداه ... ويقرأ في الصّحيفة ما جناه

ويسأل عن ذنوب سالفات ... فيبقى حائراً فيما دهاه

فيا ذا الجهل ما لك والتمادي ... ونارُ الله تحرق من عصاه

فعوّلْ في الأمور على كريم ... توحد في الجلالة في علاه

وأمِّلْ عفوه وافزع إليه ... وليس يخيب مخلوق رجاه

[أبو حفص عمر بن خلف بن مكي]

ذكر أنه انتقل الى تونس، وولي قضاءها، وهو فقيه، محدث، خطيب، لغوي، وفضله بالألسنة في جميع الأمكنة مأثور مروي، وله خطب لا تقصر عن خطب ابن نباتة، تعجب رواته.

ومن شعره قوله:

يا حريصاً قطع الأيامَ في ... بؤس عيش، وعناء، وتعبْ

ليس يعدوك من الرزق الذي ... قسم الله فأجمِلْ في الطلبْ

وقوله:

نعماكمُ طردتنا عن زيارتكم ... وقنّعتْنا حياءً آخرَ الأبد

إنّ الزيادة في الإحسان طاردة ... للحرِّ عن موضع الإحسان فاقْتصِد

وقوله:

لا تبادرْ بالرأي من قبل أن تس ... أل عنه وإن رأيتَ عوارا

أحمقُ الناس من أشار على النا ... س برأي من قبل أن يُستشارا

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>