للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا بكى القطرُ وانهلّت مدامعه ... تبسّمت ورنت إليه بالحدق

[عبد الله بن حماد المراكشي]

أورد من شعره قوله ينتجز وعداً ويقتضي رفداً:

يا من إليه في الحواديث يُسنَدُ ... وعليه ألوية المحامد تُعقَد

إني أتيتُ بشطر بيت سائر ... اليوم يومكم فأين الموعد

وقوله في المعنى:

بتّ ليلي أنافرُ النوم حتى ... لاح لي الصبح لا أغمّضُ عينا

وكأني لمّا وعدت، ضرير ... أجذَم قد أتاك يطلبُ ديْنا

[عبد المؤمن بن يحيى السجلماسي]

له في ذم قاض:

أيا عُرّة في جميع القضاة ... وأجورَ قاضٍ قضى واحتكَم

أمثلك يصلُح في قُطرنا ... يلي الحُكمَ في الشرع بين الأمم

ودارك مقسمة للزناة ... يناك بها لك كل الحُرم

فقُل لولاة الأمور اللئام ... أبعد الفقيه علي الحكَم

تولّي القضا مثل هذا البغيض ... ونجمُ قيادته قد نجَم

نصحت لكم فاقبَلوا نصح مَنْ ... يرى قتل قاضيكم في الحرَم

[عبد الخالة بن عبد الصمد النولي]

أورد له من قطعة:

يا لَقَومي ما لصبّ ... مُستهامٍ من نصير

شفّه حُبّ غزال ... غنج اللّحظ غرير

أهيفِ الخصر مليح ال ... قَدّ كالغُصن النضير

بمحيّا ذي جمال ... مثل بدر مستنير

ليته جاد بوصل ... بعد بُعْدٍ ونفور

وغدا وهو عنيقي ... وضجيعي في السرير

إيتني الوصل هنيئاً ... في خلوّ من غيور

وشرابي ريق ثغر ... طيّب الطعم خصير

[الأفرم]

هذا لقبه، وهو محمد بن علي المسيلي.

أورد من شعره في الرزق وطلبه، وأنه يجري من الله بقدره:

يقولون إنّ الرزق بالحرص يجلبُ ... وليس بمقدور يُنال ويُكسب

فصوّب وصعّدْ في البلاد مطالباً ... لرزق تنلْ منه الذي تتطلّب

وإياك والتّضجيع فيه وإنّما ... أخو الرّزق من يشقى عليه ويتعب

فما الرزق يأتي بالتوكل إنّه ... بعيد لذا التّضجيع لا يتقرّب

فقلت: بعيد أن تُنال معيشة ... بحرص عليها فالحريص معذّب

ألا إنما الأرزاق تجري بقدر ما ... يقدّرُ والمقدور عنّا مغيَّبُ

وما أن ينال المرءُ منها سوى الذي ... به الله يقضي والقضاء مغلَّب

فأرزاق هذا الخلقِ بينهمُ جرتْ ... فذا نائل عفواً وذاك مخيَّب

ولكن علينا الاجتهاد وأن نُرى ... لربّ الورى في الرّزق ندعو ونرغب

فرَبّ الورى يعطي ويمنع كيف ما ... أراد وما في ذاك منه تعقُّب

رضيتُ به ربّاً ومولى وسيّداً ... وحسبي من رب يرجَّى ويرْهب

[محمد المكناسي المعروف بينطلق]

له في الفراق:

إن يوم الفراق يوم عسير ... يتوقّى وقوعَه المهجور

كم أديلت للشوق فيه دموع ... واستحرّتْ للبَيْن فيه صدور

واغتدى العاقل الصّبور جَزوعاً ... للنّوى والنوى عليه أمير

أي عقل يبقى وأي اصطبار ... لمُحبّ فؤاده مستطير

إذ أحبّاؤه أشاعوا ارتحالاً ... بينهم غدوةً وقالوا المسير

ومطاياهم تُشدّ ولم يب ... ق سوى أن يقال للركب سيروا

لو تراني يوم ارتحال المطايا ... وبنان الحبيب نحوي يشير

لرأيتَ امرأ أجِنّ من الشو ... ق فأضحى كأنّه مسحور

ليس يسطيعُ أن يودّعَ حِيّاً ... دونه كاشح له وغيور

لم يزل يتبَع الحبيبَ بطرْف ... دمعُه للفراق دمعٌ غزير

وينادي والشوق يضرِم في الأح ... شاء ناراً لها لديه سعير

<<  <  ج: ص:  >  >>