للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعجزاتٍ أراد اللهُ يُظهِرُها ... في كبته لكَ أعداءً وحُسّادا

فليهن ذا الفتح من آراؤه فتحَتْ ... عن المكارم أغلالاً وأقيادا

رحلتُ والدهرُ قد ألوى بجانبِه ... وعدتُ والدهرُ بالأتباع منقادا

وذكر أن هذه القصيدة وازن بها قصيدة فيه للأبيوَرْدي منها:

يا خير من وجدَتْ أيدي المطيّ به ... من فرْعِ تغلِبَ آباءً وأجدادا

رحلتَ والمجدُ لم ترْقأ مدامِعُه ... ولم ترِقّ علينا المُزْنُ أكبادا

وغابَ إذ غبتَ عن بغدادَ رونَقُها ... حتى إذا عُدتَ لا فارقْتها عادا

[محمد بن الوليد بن الأندلسي]

الكاتب بمصر قرأت بخط السّمعاني في تاريخه: ذكر أبو العلاء محمد بن محمود النيسابوري، أنشد شيخنا أبو القاسم طلحة بن نصر المقدسي، قول محمد بن الوليد الأندلسي:

أدِرْها على وصْلِ الحبيبِ فربّما ... شربتُ على فقد الأحبّة والفجع

وما صلتني الكأسُ إلا شربتُها ... وأسقيتُ وجه الأرض كأساً من الدمع

باب في ذكر محاسن

جماعة من فضلاء العصر بالقيروان

أوردهم ابن الزبير في كتاب الجِنان

الفقيه أبو الفضل يوسف المعروف ب

ابن النحوي

قال: أنشدني عمر بن الصّقّال، أنشدني أبو الفضل لنفسه بالقلعة في مدح مصر:

أين مصرُ وأين سُكّانُ مصر ... بيننا شُقّةُ النّوى والبعادِ

حدّثاني عن نِيلِ مصرَ فإني ... منذ فارقتُه الى الماءِ صادِ

والرياض التي على جانبيهِ ... واجعَلاهُ من الأحاديث زادي

رقّ قلبي حتى لقد خلتُ أني ... بين أيدي الزّوار والعوّادِ

ما تراني أبكي على كل ربْعٍ ... ما تراني أهيم في كل وادِ

روشنٌ من رواشنِ النّيل خير ... بعدُ من دَجلةٍ ومن بغدادِ

ومن القصر قصرُ شدّاد ذاكَ ال ... مشرف المرتقى على سنداد

إن مصرَ لها عانٍ لعَمري ... قد تأبّتْ على جميع البلادِ

هذه الأرض إنّما هي نادٍ ... مصرُ من بينها سراجُ النادي

أسعداني يا صاحبيّ على هـ ... ذا البُكا حاجتي الى الإسعادِ

وله في الإمام حجّة الإسلام أبي حامد الغزالي:

أبو حامدٍ أحيا من الدّين علمَهُ ... وجدّد منه ما تقادم من عهدِ

ووفّقه الرحمانُ فيما أتى به ... وألهمَهُ في ما أراد الى الرّشد

ففصّلها تفصيلَها فأتى بها ... فجاءت كأمثال النجوم التي تهدي

[أبو بكر عتيق بن محمد بن الوراق]

له يرثي رجلاً، دفن بليل:

دفنوا صُبحَهمْ بليلٍ وجاءوا ... حين لا صُبْحَ يطلبون الصّباحا

خدّوج

امرأة من أهل رُصفة لُقّبت بهذا اللقب، واسمها: خديجة ابنة أحمد بن كلثوم العامري، وهي شاعرة حاذقة مشهورة، ولها ترسّل لا يقع مثله إلا لحذّاق المترسلين، ومن شعرها:

فرّقوا بيننا ولما اجتمعنا ... فرّقونا بالزّور والبهتان

ما أرى فعلَهم بنا اليومَ إلا ... مثلَ فعل الشيطان بالإنسانِ

لهف نفسي عليك بل لهف نفسي ... منك إن بنت يا أبا مروان

كان هذا أبو مروان من أهل الأندلس، شاعراً يودّها ويشبّب بها، فغار ذلك إخوتها، وفرّقوا بينهما، فعملت لذلك أشعاراً، وكتبت الى أخيها:

أأخي الكبير وسيّدي ورئيسي ... ما بالُ حظي منكَ حظّ نحيس

أبغي رضاكَ بطاعةٍ مقرونةٍ ... عندي بطاعة ربّي القُدّوسِ

يا سيّدي ما هكذا حكمُ النُهى ... حقّ الرّئيس الرّفقُ بالمرؤوسِ

وإذا رضيتَ ليَ الهوانَ رضيتُه ... ورأيتُ ثوب الذّلّ خيرَ لَبوسِ

واشهر أبو مروان هذا، فقتله إخوتها.

[محمد بن أبي بكر الصقلي]

ذكره ابن القطاع في الدرة الخطيرة، وذكر أنّه كان يهوى بعض القواد، وخامره هوى برّح منه بالفؤاد، وكتم غرامه به حتى تقطعت كبده، وهو مع ذلك يستر وجده، ويزيد كمده.

وقال فيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>