للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاركبْ على اسمِ الله متْنَ ركوبَة ... خضراءَ تسبحُ فوقَ لجّ مترِع

تخِذَتْ جناحاً مثلَ قلبي خافِقاً ... وحوتْ قوادِمَ كل طيرٍ مُسرِع

تسري وتُزْجيها الرياحُ إذا سرَتْ ... وتمرّ مرّ العارض المتقشِّعِ

تستعذِبُ المِلحَ الأجاجَ لدى الظّما ... مهما العِطاشُ وردْن عذْبَ المشرع

وكأنّما رُكبانُها أبناؤها ... تحنو عليهم رأفَة بالأضلُعِ

وكأنّما الملاّحُ فيها آمِر ... يُمضي أوامرَهُ لأوّل موقِع

وله في مولود ولد عند موت أخيه:

الله أكبرُ بدرُ تمّ أطلَعا ... في إثرِ بدرٍ بالأفول تقنّعا

وبكى الغمامُ لذاك مُنتحباً كما ... ضحك الزمانُ لذا غداةَ تطلُّعا

فعجبتُ من قمرين ذلك آفِل ... بادي السّرار وذا تبلّجَ مَطْلعا

وعجبتُ من غُصنَين ذلك ذابِل ... بادي النّحول وذا رطيب أينَعا

وعجبتُ من عينٍ قد أقرّتْ وقد ... سخِنتْ بمصرَع ذاك في حالٍ معا

يا من رأى من سرّ حالة حُزنِه ... ورأى الهناءَ مع العزاءِ تجمّعا

يهني المعالي أنّها قد أسمعَتْ ... حُسنَ الحديثِ غداةَ صُمَّتْ مسمعا

هذا بنَسْجِ اليُمْنِ جاءَ مبشِّراً ... لكمُ الغداةَ فكان ناعٍ قد نعى

ولك الهناءُ أبا محمدٍ الرّضا ... ولك العزاءُ مسرة وتفجّعا

فيما تُسَرّ به تُسَرّ وبالذي ... يوماً تُساءُ به تُساءُ تَوجعا

[يونس القسطلي]

من الجزيرة الخضراء، وهو حيّ في زماننا هذا، له في ابن عبد المؤمن أبي سعيد، وقد جاء الى البلد:

أهلاً بمرآكَ السّعيد ومرحبا ... اليومَ رقّ لنا الزّمانُ وأعتبا

ومنها:

بكمُ تحلّى الدهرُ أحسنَ حِليةٍ ... فغدتْ لياليه صباحاً أشهَبا

وأنارَتِ الدنيا بهَديِكُمُ الذي ... أحيا مشارِقَها وخصّ المغرِبا

لله......... له ... نور من العلم المَصون تشعَّبا

فإذا نظرتَ رأيتَ غِراً يافِعاً ... وإذا اختبَرْتَ وجدتَ عَضاً أشيبا

تبدو البدورُ له طماعةَ أن ترى ... وجهاً برَقْراقِ الشّبيبةِ مُشرَبا

فيصدّها عنه علوّ مكانِه ... عنها ونور ما هناكَ تطنّبا

ومنها:

هزّازُ أعطاف اليراعةِ والقَنا ... يصلُ الكتائبَ تارة والمكْتَبا

وتراهُ بين روايةٍ مهديةٍ ... أو رايةٍ بالنّصر تخفُق هيْدَبا

وإذا تشابهتِ الأمورُ أعادها ... عزْماً يفلّ شبا الحُسام المُقضبا

وله شمائلُ كالخمائلِ جادَها ... صوبُ السحائب عطّرتْ نور الرّبى

وله خِلال كالزّلالِ نفى القَذى ... عنه الصّبا كادتْ هوًى أن تشرَبا

ويثوبَ ذاك مرارة لمن اعتدى ... لله درّكَ ما أمرّ وأعْذَبا

يهتزّ للمعروف يفعلُه كما ... يهتزّ عطف البان تحت يد الصّبا

ويهشّ نحو المكرُماتِ سجيّة ... ويمدّ للمجد الذّراعَ الأرْحَبا

ومنها:

يا سرّ قيسٍ يا ذؤابةَ فرعها ال ... أصلي وكوكبَها المنيف المُجتبى

قد طالما اشتاقتْ إليكَ ديارُنا ... زمناً وأهدتكَ السّلام الأطْيَبا

وله من قصيدة في صاحب الجزيرة:

في البدر أثمرهُ قضيبُ البان ... برءُ المتيم أو عناءُ العاني

يا غُرّة أخذتْ فؤادي غِرّة ... ورمتْ سهام السهدِ في أجفاني

كم ليلةٍ قد بِتّ في ظلمائِها ... حلف السُهى أرعاهُ أو يرعاني

ولطالما جرّرت أذيالَ الصِّبا ... ولعاً بكُم وعصيتُ من يلْحاني

حتى ارعويتُ عن الضّلالة بالهُدى ... ورأيتُ نورَ الحقّ والبُرهانِ

بأبي عليّ طوْدُ كل فضيلةٍ ... قمرُ النّدى وضيغَمُ الشجعانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>