للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهب: روح من الله يتكلم بالبيان عند وقوع الاختلاف.

عطاء: آية يسكنون إليها (١) .

والسكينة للنفوس كالسكون للأجسام، وهي مصدر كالضريبة والعزيمة.

الغريب: كانت التوراة وكتابا آخر.

وقيل: كان فيها صور الأنبياء.

هبط بها آدم من الجنة وبقية عصا موسى وهارون وثيابهما ونعلاهما

وقفيز من المن.

(تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ)

أي في الهواء، من حيث يرون التابوت ينزل من علو.

وقيل: كان أصحاب جالوت غلبوا عليه فأصابهم أذى بسبب ذلك.

فحملوه على ثورين وساقوهما نحو ناحية بني إسرائيل، وكانت الملائكة

تسوق الثورين، فيكون كقول بعضهم: حملت متاعي إلى بلد كذا.

(بِالْجُنُودِ) .

"الباء" للتعدي، وقيل: أي انفصل، كقوله تعالى: (فَصلتِ العِيرُ) .

و"الباء" للحال.

(فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ) من ماء النهر.

الغريب: من احتسى من النهر بِفيه.

(وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ) يذقه، (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ) استئناء من الجملة الأولى.

(غُرْفَةً) - بالضم - قليل من الماء مفعول به، (غَرْفَةً) - بالفتح - مرة واحدة مصدر، والمفعول به محذوف.

(فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)

الجمهور: جاوز النهر هو والمؤمنون.

الغريب: القفال: جاوز الكفار والمؤمنون، ثم اعتزل الكفار عند اللقاء.

وقيل: جاوز المؤمنون ثم اعتزل بعض المؤمنين أيضاً عند اللقاء.


(١) جميع هذه الأقوال من الإسرائيليات المنكرة.
قال الدكتور محمد أبو شهبة - رحمه الله - ما نصه:
ومن الإسرائيليات، التي التبس فيها الحق بالباطل: ما ذكره غالب المفسرين في تفاسيرهم: في قصة طالوت، وتنصيبه ملِكًا على بني إسرائيل، واعتراض بني إسرائيل عليه، وإخبار نبيهم لهم بالآية الدالة على ملكه، وهي التابوت، وذلك عند قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
فقد ذكر ابن جرير، والثعلبي، والبغوي، والقرطبي، وابن كثير، والسيوطي في: " الدر" وغيرهم في تفاسيرهم كثيرا من الأخبار عن الصحابة والتابعين، وعن وهب بن منبه، وغيره من مسلمة أهل الكتاب في وصف التابوت، وكيف جاء، وعلام يشتمل، وعن السكينة وكيف صفتها.
فقد ذكروا في شأن التابوت: أنه كان من خشب الشمشاد، نحوًا من ثلاثة أذرع في ذراعين، كان عند آدم إلى أن مات، ثم عند شيث، ثم توارثه أولاده، إلى إبراهيم، ثم كان عند إسماعيل، ثم يعقوب، ثم كان في بني إسرائيل، إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام فكان يضع فيه التوراة ومتاعا من متاعه، فكان عنده إلى أن مات، ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل إلى وقت شمويل، وكان عندهم حتى عصوا، فغلبوا عليه؛ غلبهم عليه العمالقة.
وهذا الكلام وإن كان محتملا للصدق والكذب، لكننا في غنية ولا يتوقف تفسير الآية عليه.
وقال بعضهم: إن التابوت إنما كان في بني إسرائيل، ولم يكن من عهد آدم عليه السلام، وأنه الصندوق الذي كان يحفظ فيه موسى عليه السلام التوراة، ولعل هذا أقرب إلى الحق والصواب، وكذلك أكثروا من النقل في: " السكينة"، فروى عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي: ريج فجوج هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان.
وقال مجاهد: حيوان كالهِرِّ، لها جناحان، وذَنَب، ولعينيه شعاع، إذا نظر إلى الجيش انهزم، وقال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه: السكينة: رأس هرة ميتة، إذا صرخت في التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر، وهذا من خرافات بني إسرائيل وأباطيلهم، وعن وهب بن منبه أيضا قال: السكينة: روح من الله تتكلم، إذا اختلفوا في شيء تتكلم، فتخبرهم ببيان ما يريدون.
وعن ابن عباس: السكينة طست من ذهب، كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء، أعطاه الله موسى عليه السلام.
والحق أنه ليس في القرآن ما يدل على شيء من ذلك، ولا فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هذه من أخبار بني إسرائيل التي نقلها إليها مسلمة أهل الكتاب، وحملها عنهم بعضهم الصحابة والتابعين ومرجعها إلى وهب بن منبه، وكعب الأحبار وأمثالهما.
التفسير الصحيح للسكينة:
والذي ينبغي أن تفسر به السكينة: أن المراد بها: الطمأنينية، والسكون الذي يحل بالقلب، عند تقديم التابوت أمام الجيش، فهي من أسباب السكون، والطمأنينة، وبذلك: تقوى نفوسهم، وتشتد معنوياتهم فيكون ذلك من أسباب النصر، فهو مثل قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْه} أي طمأنينته، وما ثبت به قلبه، ومثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} .
وقوله: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} .
فالمراد بالسكينة طمأنينة القلوب، وثبات النفوس.
ويعجبني في هذا ما قاله الإمام أبو محمد: عبد الحق، ابن عطية حيث قال: والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة، من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس، وتقوى.
وكذلك: ذكروا في مجيء التابوت أقوالا متضاربة، يرد بعضها بعضًا، مما يدل على أن مرجعه إلى أخبار بني إسرائيل، وابتداعهم، وأنه ليس فيه نقل يعتدُّ به. اهـ (الإسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير صـ ١٧٠: ١٧٣}

<<  <  ج: ص:  >  >>