للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو "أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ"، ونهيت أن أكون من المشركين.

لكن قوله: (أُمِرْتُ) دل على قيل لي، فأضمر، فصار التقدير:

"أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ"، وقيل لي "وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

الغريب: تقديره: وقل لكل واحد من أمتك "وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

قوله: (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ) .

من قرأ بفتح (الياء) فالفاعل مضمر يعود إلى "ربي" والمفعول

محذوف تقديره: من يصرفه عنه، والعائد ضمير العذاب، وحذف الضمير مع الموصولة و "مَنْ" في الآية شرط، فالإثبات أحسن.

ومَن ضم "الياء" فالمضمر فيه يعود إلى العذاب (١) .

الغريب: الضمير في "عَنْهُ" يعود إلى العذاب، وكذلك الضمير في

"يُصْرَفْ" فيمن ضم، والوجه الأول كقوله: (أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ) .

قوله: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .

الظاهر أن جواب الشرط مضمر، تقديره، وإن يمسسك بخير لا يرده

شيء، والفاء في قوله: "فَهُوَ" لعطف جملة على جملة وليس بجزاء

الشرط، لأن جزاء الشرط ما يقع بوقوعه، وقدرة الله سابقة على الفعل.

قوله: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) .

من المفسرين من استدل بالآية على أن الله - سبحانه - قد يوصف بكونه شيئاً


(١) قال العلامة شهاب الدين الدمياطي:
واختلف في (مَنْ يُصْرَفْ) الآية ١٦ فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الياء وكسر الراء بالبناء للفاعل والمفعول محذوف ضمير العذاب وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الراء بالبناء للمفعول والنائب ضمير العذاب والضمير في عنه يعود على مَنْ. اهـ (إتحاف فضلاء البشر. ص: ٢٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>