للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا) .

حكمها في الإعراب كالآية الأولى.

قوله: (مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ) .

قيل: كل رسول نبي وكل نبي رسول، لقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا) ثم

عطف عليه، ولا نبي، وقيل: الرسول أعلى شأناً، فإن كل رسول نبي

وليس كل نبي رسول، وقيل: الرسول: صاحب الشرع، والنبي هو الذي

يأمر باتباع شرع سابق، وقيل: الرسول: هو الذي يأتيه الملك، والنبي هو

الذي يرى في المنام ما يوحى إليه.

الغريب: الرسول من بعث، والنبي المُحَدَّث الذي لم يبعث.

العجيب: الرسول: الملَك، والنبي الإنس، وهذا ضعيف، لأن ما

بعده لا يصلح وصفاً للملك.

قوله: (إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)

ذكر في سبب النزول (١) أن النبي - عليه السلام - تلا سورة النجم، فلما بلغ قوله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠) .

جرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.

ويروى: تلك الغرانفة العلى، ويروى: تلك الغرانيق الأولى منها الشفاعة تُرْتجى، ويروي: ومناة الثالثة الأخرى، فإن شفاعتهم ترتجى، ومضى - عليه السلام - على قراءته، وسمعت قريش ذلك، فلما بلغ آخر السورة سجد وسجد المؤمنون وسجد جميع من في المسجد من المشركين، قالوا: قد ذكر محمد آلهتنا فأحسن الذكر، فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وقال: ماذا صنعت، تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله، وقلت ما لم أقل لك، فحزن - عليه السلام -


(١) باطلٌ لا يصح ردَّه المحققون.

<<  <  ج: ص:  >  >>