للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت أيامه مواسم للتهاني، ومباسم مفترة عن ثنايا الأماني، وزمانه مذهباً، وإحسانه للبس مذهباً، وشأنهُ مهذباً، وهو أوضح وأشرح صدراً ومذهباً. وكان عصره عصر العدل والجود، وإشراق السعود وإخفاق الحسود، وأسواق الفضلاء نافقة، وحظوظ الكرام لهم موافقة، إلى أن قبضه الله حميد الأثر، كريم الورد والصدر، وجميل السير، يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. وكانت مدة خلافته خمساً وعشرين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام.

ومن شعره الذي أورده السمعاني، قوله رضي الله عنه:

أذاب حرُّ الجوى في القلب ما جمدا ... يوماً مددتُ على رسم الوَداع يدا

فكيف أسلكُ نَهجَ الاصطبار وقد ... أَرى طرائقَ في مَهوى الهوى قِدَدا

قد أخلفَ الوعدَ بدرٌ قد شُغِفتُ به ... من بَعد ما قد وفى دهري بما وَعدا

<<  <   >  >>