للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومدعماً بالدليل من الكتاب والسنة. ولذا تمكنت من إسقاط جميع الأعذار التي يتشبث بها من لم يقر في قلبه الإيمان، بصورة أزاحت الغشاوة عن العيون، وبددت ما كان عالقاً في الأذهان مما نسجه الخوف، وغذته الوساوس. ويلمح القارئ للرسالة اهتمام المؤلف بأمرين:

أولهما: التأكيد على خطر بعض صور الشرك في وقته، ولا سيما تعظيم القباب، ودعاء الأموات: لأن ذلك شرك صريح مخرج عن الملة، ولا مجال للجدال فيه.

وثانيهما: أن الإكراه عن الشرك والكفر، يسقط المؤاخذة. إذا ما كان إكراهاً حقيقياً يتعذر دفعه. والقلب مطمئن بالإيمان لا يخالطه ريب أو شك.

ويبدو من سياق الرسالة وأسلوبها الحازم الصريح، أن الشيخ سليمان كتبها أثناء اجتياح الجيوش العثمانية لنجد، بعدما تسامع الناس عن مواقف بعض القرى والبوادي المتخاذلة (١) يقول رحمه الله في حديثه على الدليل السادس عشر {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} : فهذه الآية مطابقة لحال المنقلبين عن دينهم في هذه الفتنة سواء بسواء ... لما أصابتهم هذه الفتنة انقلبوا عن دينهم وأظهروا موافقة المشركين (٢) .


(١) ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن - وهو ممن عاصر تلك الأحداث الدامية - شيئاً من هذه المواقف وعقبها بقوله: (إن هناك من أهل نجد من أعانهم وساعد المعتدين ممن لم يتمكن الإيمان في قلبه) وكان الشيخ رحمه الله على يقين من ذلك حيث وعد بتحديد أعيانهم فيما لو سأله سائل عنهم. ينظر "المقامات" ورقة (٢١، ٢٤) ..
(٢) وانظر كلامه أيضاً عن الدليل السابع عشر والثاني عشر. وفي رسالة للشيخ عبد الله العنقري - رحمه الله - بعثها إلى بعض المنتسبين إلى العلم ما يؤكد ذلك. قال: نبين لكم سبب تصنيف الدلائل. فإن الشيخ سليمان صنفها لما هجمت العساكر التركية على نجد في وقته وأرادوا اجتثاث الدين من أصله وساعدهم جماعة من أهل نجد من البادية والحاضرة، وأحبوا ظهورهم. "الدرر السنية" (٥/٣٠٩) ..

<<  <   >  >>