للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فر من إِسْحَاق المصعبي فَوجدَ كنزًا

وَذكر أَبُو الْحُسَيْن القَاضِي فِي كِتَابه، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن أبي الْحُسَيْن عبد الله بن مُحَمَّد الباقطائي، قَالَ: كُنَّا نتعلم، وَنحن أَحْدَاث، فِي ديوَان إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطاهري، ومعنا فَتى من الْكتاب، لَهُ خلق جميل، يعرف بِأبي غَالب.

فزور جمَاعَة من الْكتاب تزويرًا بِمَال أَخَذُوهُ، فَوقف إِسْحَاق على الْخَبَر، فطلبهم، فظفر ببعضهم، فَقطع أَيْديهم، وهرب الْبَاقُونَ.

وَكَانَ فِيمَن هرب، الْفَتى الَّذِي كنت ألزم مَجْلِسه، فَغَاب سِنِين كَثِيرَة، حَتَّى مَاتَ إِسْحَاق.

فَبينا أَنا ذَات يَوْم فِي بعض شوارع بَغْدَاد، فَإِذا بِهِ.

فَقلت: أَبُو غَالب؟ فَقَالَ: نعم، وَإِذا تَحْتَهُ دَابَّة فاره، بسرج محلى، وَثيَاب حَسَنَة.

فَقلت: عرفني حالك؟ قَالَ: فِي الْمنزل.

فسرت مَعَه، فاحتبسني ذَلِك الْيَوْم عِنْده، وَرَأَيْت لَهُ مُرُوءَة حَسَنَة، فَسَأَلته عَن خَبره.

فَقَالَ: لما طلبنا إِسْحَاق، استترت، فَلَمَّا بَلغنِي مَا عَامل بِهِ من كَانَ معي فِي الْجِنَايَة، ضَاقَتْ عَليّ بَغْدَاد، فَخرجت على وَجْهي، خوفًا من عُقُوبَة إِسْحَاق، إِن ظفر بِي.

وَلم أزل مستخفيًا، إِلَى أَن أتيت ديار مصر، أطلب التَّصَرُّف، فَتعذر عَليّ، وتفرق من كَانَ معي، إِلَّا غُلَام وَاحِد.

<<  <  ج: ص:  >  >>