للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصلتهما فِي صبيغة كَانَت عَليّ.

والصبيغة إِزَار أَحْمَر يتشح بِهِ عرب تِلْكَ النَّاحِيَة.

وَكَانَ الْأسد فِي خلال قتالي إِيَّاه قد ضرب فَخذي بكفه، فأحسست بِهِ فِي الْحَال كغرزة الإبرة، لما كنت فِيهِ من الهول.

فَلَمَّا حصلت أَمْشِي حَامِلا رَأس الْأسد وَالرجل، أحسست بالألم، وَرَأَيْت الدَّم يجْرِي، وقوتي تضعف، فَصَبَرت نَفسِي حَتَّى بلغت تل هوارا وَقد أَصبَحت.

فَأنْكر أهل الْقرْيَة حَالي، وَحَال الْجرْح، فسألوني عَن خبري، فألقيت الصبيغة الَّتِي فِيهَا الرجل وَالرَّأْس، فاستهلوا الْحَال لما حدثتهم بهَا.

وفتشوا الرجل، فوجدوا فِي بدنه خدوشًا يسيرَة، فَأَخَذُوهُ، ورمت أَن أَمْشِي إِلَى بَيْتِي، فَلم أقدر، حَتَّى حملت، وَمَكَثت فِي بَيْتِي زَمَانا، وَكنت أعالج نَفسِي من تِلْكَ الْجراح مُدَّة.

وعولج الرجل فبرأ قبلي بأيام، وَهُوَ حَيّ إِلَى الْآن، يسميني مولَايَ، ومعتقي، وجراحي أَنا، لصعوبتها تنْتَقض عَليّ فِي أغلب الْأَوْقَات.

قَالَ سعد بن مُحَمَّد: وَأرَانِي الْجرْح، فَكَانَ عَظِيم الْفَتْح، قَالَ: فَلم أعلم سَببا لسكرنا وعربدتنا، إِلَّا أَنه سَبَب النجَاة لذَلِك الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>