للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأغلقه علينا وعَلى السَّبع، وصرنا محبوسين فِيهِ، فحصلنا فِي أَخبث مُحَصل.

وقدرنا أَن السَّبع لَيْسَ يعرض لنا، بِسَبَب السراج، وَأَنه إِذا طفئ، أكلنَا، أَو أَخذنَا.

وَمَا طَال الْأَمر أَن فني مَا كَانَ فِي السراج من الدّهن، وطفئ، وحصلنا فِي الظلمَة، والسبع مَعنا، فَمَا كَانَ عندنَا من حَاله شَيْء إِلَّا إِذا تنفس، فَإنَّا كُنَّا نسْمع نَفسه.

وراث الْحمار من فزعه، فَمَلَأ الْمَسْجِد رَوْثًا، وَمضى اللَّيْل وَنحن على حَالنَا، وَقد كدنا نتلف فَزعًا.

ثمَّ سمعنَا صَوت الْأَذَان من دَاخل الْحصن، وبدا ضوء الصُّبْح، فرأيناه من شقوق الْبَاب.

وَجَاء الْمُؤَذّن من الْحصن، فَدخل الْمَسْجِد، فَلَمَّا رأى رَوْث الْحمار، لعن وَشتم، وَحل رسن الْحمار من الغلق، فَمر يطير، من الْفَزع، فِي الصَّحرَاء، لعلمه بِمَا قد أفلت مِنْهُ.

وَفتح الْمُؤَذّن بَاب الْبَيْت ينظر من فِيهِ، فَوَثَبَ السَّبع إِلَيْهِ، فدقه، وَحمله إِلَى الأجمة، وقمنا نَحن، وانصرفنا سَالِمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>