للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لَهُ الطَّبِيب: أُعْطِيك دِينَارا، وَتَدَع شغلك، وتجيء معي إِلَى الْموضع.

قَالَ: نعم، فَخَرَجَا وَعَاد الطَّبِيب من غَد، فَذكر أَنه رأى الْجَرَاد يرْعَى فِي صحراء أَكثر نباتها حشيشة يُقَال لَهَا: مازريون، وَهِي دَوَاء الاسْتِسْقَاء.

وَإِذا دفع إِلَى العليل مِنْهَا وزن دِرْهَم، أسهله إسهالًا يزِيل الاسْتِسْقَاء، وَلَكِن لَا يُؤمن أَن لَا ينظبط، وَلَا يقف، فيقتله الذرب، والعلاج بهَا خطر جدا، وَهِي مَذْكُورَة فِي الْكتب الطبية، وَلكنهَا لفرط خطرها لَا يصفها الْأَطِبَّاء، فَلَمَّا وَقع الْجَرَاد على هَذِه الحشيشة، وانطبخت فِي معدته، ثمَّ طبخ الْجَرَاد، ضعف فعلهَا بطبخين اجْتمعَا عَلَيْهَا، وَقضى أَن تنَاولهَا هَذَا بالِاتِّفَاقِ، وَقد تعدلت بِمِقْدَار مَا يدْفع طبعه دفعا لَا يَنْقَطِع، فبرأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>