للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَجعلت أعد مَا فِي الظبية، وفيهَا ثَمَان مائَة دِينَار، فَدَفعهَا إِلَيْهِ.

فَلَمَّا قبضهَا الْتفت إِلَى ابْن جَعْفَر، وَقَالَ لَهُ: تسْأَل أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي أَمْرِي؟ قَالَ: نعم، إِذا دخلت عَلَيْهِ، ثمَّ إِنَّه دَعَا لَهُ بِطَعَام، فَأكل أكلا فَاحِشا، وَركب ابْن جَعْفَر، فَدخل مَعَه إِلَى عبد الْملك، فَلَمَّا قدم الطَّعَام جعل يسيء الْأكل.

فَقَالَ عبد الْملك، لِابْنِ جَعْفَر: من هَذَا؟ قَالَ هَذَا رجل لَا يجوز أَن يكون كَاذِبًا إِن اُسْتُبْقِيَ، وَإِن قتل كَانَ أكذب النَّاس.

قَالَ: كَيفَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ يَقُول:

مَا نقموا من بني أميّة إِلَّا ... أنّهم يحلمون إِن غضبوا

فَإِن قتلته بِغَضَبِك عَلَيْهِ أكذبكم فِيمَا مدحكم بِهِ.

قَالَ: فَهُوَ آمن، وَلَكِن لَا أعْطِيه عَطاء من بَيت المَال.

قَالَ: أحب أَن تهب لي عطاءه، كَمَا وهبت لي دَمه.

قَالَ: قد فعلت، وَأمر لَهُ بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>