للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَجَارَ حَيَّة فَأَرَادَتْ قَتله فخلصه جميل صنعه

ويروى: أَن حَيَّة استجارت بِرَجُل من الْعباد، من رجل يُرِيد قَتلهَا، قَالَ: فَرفع ذيله، وَقَالَ: ادخلي، فتطوقت على بَطْنه.

وَجَاء رجل بِسيف، وَقَالَ لَهُ: يَا رجل، حَيَّة هربت مني السَّاعَة، أردْت قَتلهَا، فَهَل رَأَيْتهَا؟ قَالَ: مَا أرى شَيْئا.

فَلَمَّا أجارها، وَانْصَرف من يُرِيد قَتلهَا، قَالَت لَهُ الْحَيَّة: لَا بُد من قَتلك.

فَقَالَ لَهَا الرجل: لَيْسَ غنى عَن هَذَا؟ قَالَت: لَا.

قَالَ: فأمهليني، حَتَّى آتِي سفح جبل، فأصلي رَكْعَتَيْنِ، وأدعو الله تَعَالَى، وأحفر لنَفْسي قبرا، فَإِذا نزلته، فافعلي مَا بدا لَك.

قَالَت: افْعَل.

فَلَمَّا صلى، ودعا، أوحى الله إِلَيْهِ: إِنِّي قد رحمتك، فاقبض على الْحَيَّة، فَإِنَّهَا تَمُوت فِي يدك، وَلَا تَضُرك.

فَفعل ذَلِك، وَعَاد إِلَى مَوْضِعه، وتشاغل بِعبَادة ربه.

وروى هَذَا الْخَبَر، جَعْفَر العابد، برامهرمز، على غير هَذِه السِّيَاقَة، إِلَّا أَن الْمَعْنى مُتَقَارب، فاوردت مَا بَلغنِي من ذَلِك، فَقَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>