للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهِ من أحلى النَّاس كلَاما، وأتمهم أدبًا.

فَحَملته إِلَى جَعْفَر، وأوصلته إِلَى مَجْلِسه، فَأمر بتسهيل وُصُوله إِلَيْهِ، وخلطه بحاشيته، وَوَقع لَهُ عَن الْخَلِيفَة بِمَا رسم لَهُ، وَعَن نَفسه بِشَيْء آخر.

وشاع حَدِيثه فِي الْبَصْرَة، وَفِي أهل الْعَسْكَر، فَلم يبْق فيهم متغزل، وَلَا متظرف، إِلَّا أهْدى لَهُ شَيْئا جَلِيلًا، فَمَا خرجنَا من الْبَصْرَة إِلَّا وَهُوَ رب نعْمَة صَالِحَة.

وَوجدت هَذَا الْخَبَر، على خلاف هَذَا، مَا ذكره أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن الْحسن بن جُمْهُور الْعمي الْبَصْرِيّ الْكَاتِب، فِي كتاب (السمار والندامى) : أَن الرشيد لما حج وَمَعَهُ إِبْرَاهِيم الْموصِلِي،. . . فَأخْبرنَا بالْخبر على قريب مَا روينَاهُ وَذَكَرْنَاهُ، وَأَن الْجَارِيَة بدأت وغنت بِصَوْت من صناعَة إِبْرَاهِيم، وَهُوَ:

نمّت عليّ الزفرة الصاعدة ... وملّني الْعَائِد والعائدة

يَا ربّ كم فرّجت من كربَة ... عنّي فهذي المرّة الْوَاحِدَة

وَأَن الَّذِي حضر لتقليب الْجَارِيَة، الرشيد وجعفر بن يحيى متنكرين، ومعهما إِبْرَاهِيم الْموصِلِي والنخاس، وَأَنَّهُمْ انصرفوا، وَقَطعُوا الثّمن بِمِائَة ألف دِرْهَم،

<<  <  ج: ص:  >  >>