للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَا زلت جلدا فِي الملمّات قبلهَا ... وَلَا غرو فِي الأحيان أَن يغلب الْجلد

فكم لَيْث غابٍ شرّدته ثعالبٌ ... وَكم من حسامٍ فلّه غيلَة غمد

وَكم جيفةٍ تعلو وترسب درّةٌ ... ومنحسة تقوى إِذا ضعف السعد

ألم تَرَ أنّ الْغَيْث يجْرِي على الربى ... فيحظى بِهِ إِن جاد صيّبه الوهد

وَكم فرج والخطب يعتاق نيله ... يَجِيء على يأس إِذا ساعد الجدّ

لقد أقْرض الدَّهْر السرُور فَإِن يكن ... أَسَاءَ اقْتِضَاء فالقروض لَهَا ردّ

فكم فرحةٍ تَأتي على إِثْر ترحةٍ ... وَكم رَاحَة تطوى إِذا اتَّصل الكدّ

وَكم منحة من محنة تستفيدها ... ومكروه أمرٍ فِيهِ للمرتجي رفد

على أنّني أَرْجُو لكشف الَّذِي عرا ... مليكًا لَهُ فِي كلّ نائبة رفد

فَيمْنَع منّا الْخطب، والخطب صاغرٌ ... وتمسي عُيُون الدَّهْر عنّا هِيَ الرمد

ونعتاض باللقيا من الْبَين أعصرًا ... مضاعفةً تبقى ويستهلك الْبعد

ونضحي مراحى قد غنينا عَن الْغنى ... بيا راهبي نَجْرَان مَا صنعت هِنْد

ولي أَيْضا من قصيدة فِي محنة أُخْرَى:

أعيا دواي أساته ودواءهم ... فَغَدَوْت لَا أَرْجُو سوى المتطوّل

ربٌّ عَلَيْهِ فِي الْأُمُور توكّلي ... هُوَ عدّتي فِي النائبات وموئلي

سيتيح مِمَّا قد أقاسي فُرْجَة ... فيغيثني مِنْهُ بِحسن تفضّل

<<  <  ج: ص:  >  >>