للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لَهُ الْفضل: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن عُذْري يحقدك إِذا كَانَ وَاضحا جميلا، فَكيف إِذا عفته الْعُيُوب، وقبحته الذُّنُوب، فَلَا يضيق عني من عفوك مَا وسع غَيْرِي مِنْهُ، فَأَنت، وَالله، يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

صفوح عَن الإجرام حَتَّى كَأَنَّهُ ... من الْعَفو لم يعرف من النَّاس مجرما

وَلَيْسَ يُبَالِي أَن يكون بِهِ الْأَذَى ... إِذا مَا الأذي لم يغش بالكره مُسلما

قَالَ: الصولي: وَالشعر لِلْحسنِ بن رَجَاء.

جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث يهدئ من غضب الرشيد

غضب الرشيد على جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث، غَضبا شَدِيدا، من كَلَام جرى بَينهمَا، فخاف جَعْفَر أَن يستفزه الْغَضَب، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنَّمَا تغْضب لله عز وَجل، فَلَا تغْضب لَهُ بِمَا لَا يغْضب بِهِ لنَفسِهِ، فانعطف لَهُ الرشيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>