للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاطف، ودستنبويه أم ولد المتعضد؛ لأَنهم كَانُوا، إِذْ ذَاك، يدبرون الْأُمُور؛ لحداثة سنّ المقتدر.

قَالَ ابْن الْفُرَات: فمضت أم مُوسَى، ثمَّ عَادَتْ، فَقَالَت لِابْنِ ثوابة: السَّادة يَقُولُونَ لَك: صدقت فِيمَا ذكرت، ويدك مُطلقَة فِيهِ.

وَكنت فِي دَار ضيقَة، فِي حر شَدِيد، فَأمر بكشف البواري حَتَّى صرت فِي الشَّمْس، ونحي الْحَصِير من تحتي، وأغلق أَبْوَاب الْبيُوت، حَتَّى حصلت فِي الصحن، ثمَّ قيدني بِقَيْد ثقيل، وألبسني جُبَّة صوف قد نقعت فِي مَاء الأكارع، وغلني بغل، وأقفل بَاب الْحُجْرَة وَانْصَرف، فَأَشْرَفت على التّلف.

وعددت على نَفسِي ذُنُوبِي، فوجدتني قد عوملت بِمَا عاملت بِهِ النَّاس، من المصادرة، وَنهب الْمنَازل، وَقبض الضّيَاع، وَتَسْلِيم النَّاس إِلَى أعدائهم، وحبسهم، وتقييدهم، وإلباسهم جباب الصُّوف، وهتك حريمهم، وإقامتهم فِي الشموس، وإفرادهم فِي الحبوس.

ثمَّ قلت: مَا غللت أحدا، فَكيف غللت؟ ثمَّ تذكرت أَن النَّرْسِي، كَاتب الطَّائِي، كَانَ سلمه إِلَيّ عبيد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>