للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقتدر فِي الْحَال، فَعَاد الْجَواب من المقتدر، بأجمل قَول وَأحسنه، وَأَنه قد رد إِلَى عَليّ بن عِيسَى الإشراف على ابْن مقلة، والاجتماع مَعَه على سَائِر أُمُور المملكة، وَأمر أَن يصل بوصوله، وَأَن لَا ينْفَرد ابْن مقلة بتدبير أَمر دونه، وأفرد عَليّ بن عِيسَى بالمظالم، من غير أَن يكون لِابْنِ مقلة فِيهَا نظر.

فَقَالَ لَهُ مؤنس: لَيْسَ يجوز مَعَ هَذَا أَن تلبس الطيلسان، وَعَلَيْك أَن تتلقى هَذَا الإنعام بالشكر.

فَانْصَرف عَليّ بن عِيسَى، وَعَاد عشيا وَعَلِيهِ دراعة، وَجلسَ فِي دَار مؤنس، منتظرا مَجِيء الْوَزير ابْن مقلة، إِلَى أَن جَاءَ، فاجتمعا يتفاوضان فِي أُمُور الْأَمْوَال والأعمال.

فَقَالَ لَهُ ابْن مقلة: إِن أَبَا بكر مُحَمَّد بن عَليّ المادرائي يطيعك، وَهُوَ من أكبر صنائعك، فَاكْتُبْ إِلَيْهِ بِحمْل مَال.

فَقَالَ عَليّ بن عِيسَى: إِن مصر مَعَ الِاضْطِرَاب الْوَاقِع، ستفور نَارا، لِكَثْرَة الْجَيْش بهَا، وَعظم مَال صلَة الْبيعَة، وَالْوَجْه أَن يكْتب الْوَزير أعزه الله، فَقَالَ مؤنس لِابْنِ مقلة: افْعَل مَا أَشَارَ بِهِ أَبُو الْحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>