للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَنْصُور يرى مناما فيرفع الظلامة عَن مَحْبُوس

وجدت فِي بعض الْكتب: أَن الْمَنْصُور اسْتَيْقَظَ من مَنَامه لَيْلَة من اللَّيَالِي، وَهُوَ مذعور لرؤيا رَآهَا، فصاح بِالربيعِ، وَقَالَ لَهُ: صر السَّاعَة إِلَى الْبَاب الثَّانِي الَّذِي يَلِي بَاب الشَّام فَإنَّك ستصادف هُنَاكَ رجلا مجوسيا مُسْتَندا إِلَى الْبَاب الْحَدِيد، فجئني بِهِ، فَمضى الرّبيع مبادرا، وَعَاد والمجوسي مَعَه.

فَلَمَّا رَآهُ الْمَنْصُور، قَالَ: نعم، هُوَ هَذَا، مَا ظلامتك؟ قَالَ: إِن عاملك بالأنبار جاورني فِي ضَيْعَة لي، فسامني أَن أبيعه إِيَّاهَا، فامتنعت؛ لِأَنَّهَا معيشتي، وَمِنْهَا أقوت عيالي، فغصبني إِيَّاهَا.

فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور: فَبِأَي شَيْء دَعَوْت قبل أَن يصير إِلَيْك رَسُولي؟ قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ إِنَّك حَلِيم ذُو أَنَاة، وَلَا صَبر لي على أناتك.

فَقَالَ الْمَنْصُور للربيع: أشخص هَذَا الْعَامِل، وَأحسن أدبه، وانتزع ضَيْعَة هَذَا الموجسي من يَده، وَسلمهَا إِلَى هَذَا الْمَجُوسِيّ، وابتع من الْعَامِل ضيعته، وَسلمهَا إِلَيْهِ أَيْضا.

فَفعل الرّبيع ذَلِك كُله فِي بعض نَهَار يَوْم، وَانْصَرف الْمَجُوسِيّ، وَقد فرج الله عَنهُ، وزاده، وَأحسن إِلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>