للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقلت: عباد بن الْحَرِيش.

فَقَالَ: فِي هَذَا الْوَقْت؟ قلت: مُهِمّ، فَفتح الْبَاب.

فشكوت إِلَيْهِ حَالي، وَقلت: هَذِه خَمْسُونَ درهما، لَا أملك غَيرهَا، خُذْهَا، وأدخلني عَلَيْهِ، قبل أَن يتكاثر النَّاس عَلَيْهِ.

فَدخل، فَاسْتَأْذن لي، وتلطف، إِلَى أَن أوصلني إِلَيْهِ، وَهُوَ يستاك.

فَقَالَ: مَا جَاءَ بك فِي هَذَا الْوَقْت؟ فدعوت لَهُ، وَقلت: بِشَارَة رَأَيْتهَا البارحة.

فَقَالَ: مَا هِيَ؟ فَقلت: رَأَيْتُك فِي النّوم، كَأَنَّك تَجِيء إِلَى شيراز، من حَضْرَة الْأَمِير، وتحتك فرس أَشهب عَال، لم تَرَ عَيْني قطّ أحسن مِنْهُ، وَعَلَيْك السوَاد، وقلنسوة الْأَمِير، وَفِي يدك خَاتمه، وحولك مائَة ألف إِنْسَان، مَا بَين فَارس وراجل، وَقد تلقوك، وَأَنا فيهم، إِلَى الْعقبَة الْفُلَانِيَّة، وَقد لقيك أَمِير الْبَلَد، فترجل لَك وَأَنت تجوز، وطريقك كُله أَخْضَر، مزهر بِالنورِ، وَالنَّاس يَقُولُونَ: إِن الْأَمِير، قد استخلفك على جَمِيع أمره.

فَقَالَ: خيرا رَأَيْت، وَخيرا يكون، فَمَا تُرِيدُ؟ فشكوت إِلَيْهِ حَالي، وَذكرت لَهُ أَمْرِي.

فَقَالَ: أنظر لَك بِعشْرين ألف، وَتُؤَدِّي عشْرين ألف دِرْهَم.

فَحَلَفت لَهُ بأيمان الْبيعَة، أَنه لم يبْق لي إِلَّا مسكني، وثمنه شَيْء يسير، وبكيت، وَقبلت يَده، واضطربت بِحَضْرَتِهِ، فرحمني، وَكتب إِلَى الدِّيوَان

<<  <  ج: ص:  >  >>