للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ صَالح بن شيرزاد، يخلفه فِي دَار المعتصم، وَقد استولى على المعتصم، بحيلته وتلطفه، على حمارية كَانَت فِيهِ، وَكره ذَلِك الْفضل بن مَرْوَان، واجتهد فِي قلعه، فَلم يتَمَكَّن.

فَقَالَ لي يَوْمًا، مَا فِي نَفسه من ذَلِك، وَقَالَ: أَنا أحب أَن أجعلك مَكَانَهُ، إِلَّا أَنِّي أَتَخَوَّف أَن تسلك مسلكه، فَهَل فِيك خير؟ فَقلت: قد عرفت أخلاقي وطبعي، فَإِن كنت عنْدك مِمَّن يصلح للخير، وَإِلَّا فَلَا تثق إِلَيّ.

فَكَانَ فِي هَذَا التَّدْبِير، حَتَّى حدث أَمر القبط بِمصْر، فندب الْمَأْمُون أَخَاهُ أَبَا إِسْحَاق؛ لمحاربتهم، فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ.

فَخرج أَبُو إِسْحَاق إِلَى مصر، وَمَعَهُ الْفضل بن مَرْوَان، واستخلف صَالح بن شيرزاد بِحَضْرَة الْمَأْمُون، فِيمَا لَا يضرّهُ أَن يغلب عَلَيْهِ، وسله عَن المعتصم، وَجَعَلَنِي مَكَانَهُ، وشخصنا.

فكسبت مَعَ المعتصم، فِي لَيْلَة وَاحِدَة، مائَة ألف دِينَار حَلَالا طيبا، وَذَلِكَ أَن الْقَتْل كثر فِي أهل مصر، وجلا الْبَاقُونَ، وأشرف الْبَلَد على الخراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>