للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيصير لي حَدِيث يعود بِضَرَر عَليّ، وَلَكِن ارْض مني بِأخذ دينك مُتَفَرقًا.

فَقَالَ: قد رضيت، وَمَا جِئْت إِلَّا لأقيم فِي فنائك، إِلَى أَن أَمُوت.

وَجَاء لينهض، فَقلت: إِلَى أَيْن؟ اجْلِسْ، فَجَلَسَ، فَوَقَعت لَهُ فِي الْحَال إِلَى بزاز كَانَ يعاملني، أَن يُعْطِيهِ ثيابًا بِثَلَاث مائَة دِرْهَم، وَإِلَى جهبذ الْوُقُوف، أَن يُعْطِيهِ من أَبْوَاب الْبر عشرَة دَنَانِير، واستدعيت كيس نفقتي، وأعطيته مِنْهُ مِائَتي دِرْهَم.

وَقلت لَهُ: قُم، فاستأجر دَارا، وتأثث بِمَا قد حضر الْآن، واكتس، وعد إِلَيّ؛ لأصرفك فِيمَا أَرْجُو أَن أوصله إِلَيْك مِنْهُ وَمن مَالِي، الْجُمْلَة الَّتِي فِي الرقعة.

فَقبل يَدي ورجلي، وَبكى، وَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي أَرَانِي هَذَا الْفضل مِنْك، وحقق فراستي فِيك، وَقَامَ.

وَجَاءَنِي بعد يَوْمَيْنِ فِي ثِيَاب جدد، فَأمرت بوابي أَلا يَحْجُبهُ عَليّ، وخلطته بنفسي، وأجريت عَليّ من أَبْوَاب الْبر بِالْوُقُوفِ، بالضعف والمسكنة، دينارين فِي الشَّهْر، وقلدته الإشراف على المنفقين فِي ديوَان الْوُقُوف، وأجريت عَلَيْهِ لهَذَا ثَلَاثَة دَنَانِير أُخْرَى فِي الشَّهْر، ووليته جباية عقار الْأَيْتَام، ووليته عَلَيْهِم، وأذنت لَهُ فِي أَخذ أعشار الِارْتفَاع، وَجَعَلته مشرفا على أوصياء فِي وَصَايَا فِي أَيْديهم، إِلَى أَن يخرجوها فِي وجوهها، وَجعلت لَهُ على ذَلِك أجرا.

وَركبت إِلَى عَامل الْبَلَد، فَسَأَلته لَهُ، فَأجرى عَلَيْهِ فِي كل سنة، من مَال

<<  <  ج: ص:  >  >>