للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تضايقي تنفرجي]

وَذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن، رَحمَه الله تَعَالَى، عَن رجل، قَالَ: حَدَّثتنِي أم أبي، قَالَت: كَانَ زَوجي قد نَهَضَ إِلَى مصر، وَتصرف بهَا، وَعمل، ونكب، وتعطل، فَأَقَامَ هُنَاكَ.

وأضقنا إضاقة شَدِيدَة، وعرضنا بيع ضَيْعَة لنا، فَلم نجد لَهَا ثمنا، وَتَأَخر كِتَابه عَنَّا، وَانْقطع خَبره، حَتَّى توهمنا أَن حَادِثا قد حدث عَلَيْهِ.

وَكَانَ أَوْلَادِي أصاغر، فَجعلت أحتال وَأنْفق عَلَيْهِم، حَتَّى لم يبْق فِي الْمنزل شَيْء.

وَحضر وَقت عمَارَة الضَّيْعَة، واحتجنا إِلَى بذار وَنَفَقَة، فَتعذر ذَلِك علينا، حَتَّى كَادَت تتعطل، ويفوت وَقت الزِّرَاعَة.

فَأَصْبَحت يَوْمًا، وَبِي من الْغم لِاجْتِمَاع هَذِه الْأَحْوَال أَمر عَظِيم، فوجهت إِلَى بعض من كنت أَثِق بِهِ، وأتوهم أنني لَو سَأَلته إسعافنا بالكثير من مَاله لَا يخالفنا؛ لأقترض مِنْهُ شَيْئا لذَلِك، فَرد رَسُولي، وَاعْتذر.

وعرفني الرَّسُول الَّذِي بعثت بِهِ إِلَيْهِ، أَنه قَالَ: إِذا بعثت إِلَيْهِم مَا طلبُوا، والضيعة لم تعمر، وَلم تحصل لَهُم غلَّة، وَزوجهَا لم يعرف لَهُ خبر، فَمن أَيْن يردون عَليّ؟ فَلَمَّا رَجَعَ الرَّسُول بذلك؛ كدت أَمُوت غما، وامتنعت من الطَّعَام يومي وليلتي.

وأصبحت، فَمَا انتصف النَّهَار، حَتَّى ورد كتاب زَوجي بسلامته، وَذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>