للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنْمَى عُمَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ لغَارَةٍ … بِكْرٍ مِنَ الغَارَاتِ أَوْ لِعَوَانِ

أَنْعَى فَتَى الفِتْيَانِ غَيْرَ مُكَذَّبٍ … قَوْلِي وَأَنْعَى فَارِسَ الفُرْسَانِ

وقال سَعِيد بْن عُفَير:

سَاقَتْ عُمَيْرَ إِلَى مَصر مَنِيَّتُهُ … بِإِمْرَةٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا بِمَسْعُودِ

حَتَّى أَتَتْهُ المَنَايَا وَهْوَ مُلْتَحِفٌ … ثَوْبَيْنِ مِنْ حِبَرَاتِ البَأْسِ وَالجُودِ

فَاذْهَبْ حَمِيدًا فَلَا تَبْعَدْ فكُلُّ فَتًى … يَوْمًا وإِنْ كُرِيَتْ أَفْعَالُهُ يُودِي

وأقام محمد بْن عُمير خليفةً لأبيه عليها شهرًا، ثمَّ أظهر الجُلُودي كتابًا بوِلايته فسلَّم إِلَيْهِ محمد.

عيسى بْن يزيد الجُلُوديّ الثانية

ثمَّ ولِيَها عيسى بْن يزيد خليفةً لأبي إِسْحَاق عَلَى صلاتها فجعل عَلَى شُرَطه رَجُلًا من أهل خُراسان، يقال لَهُ: مُطهَّر، ثمَّ سار عيسى إلى أهل الحَوْف، فلقِيَهم بمُنْية مَطَر، فكانت بينهم وقعة، ثمَّ انصرف أهل الحَوْف عَلَى حامية، ومضى الجُلُوديّ حتى نزل النُّويرة، فخندق عَلَى نفسه وجيشه خندقًا، وأقام أيامًا، فأتاه أهل الحَوْف فصبَّحوا بِهِ، فهاله أمرهم، فلمَّا أمسى تحمَّل منهزمًا إلى الفُسطاط، وأحرق ما ثقل عَلَيْهِ من رحله، وخندق عَلَى الفُسطاط وذلك يوم الثلاثاء لأربع خلونَ من رجب سنة أربع عشرة.

قَالَ حبيب بْن أَوْس الطائيّ يهجو الجُلُوديّ:

اللَّه أَرْهَقَكَ الْهَزِيمَةَ إِذْ … جَذَبَتْكَ أَحْبَالُ الرَّدَى جَذْبَا

وَأَتَتْكَ خَيْلٌ لَوْ صَبَرَْت لَهَا … أَنْهَبْنَ رَوحَكَ فِي الْوَغَى نَهْبَا

مِنْ حَيِّ عَدْنَانَ وَإِخْوَتِهِمْ … قَحْطَانَ لَا مِيلًا وَلَا نُكْبَا

أَعْصَمْتَ بِاللَّيْلِ البَهِيمِ وَقَدْ … أَلْقَى عَلَيْكَ ظَلَامَهُ حُجْبَا

وتَرَكْتَ جُنْدَكَ لِلُقَنَا جُزُرًا … وَالْبِيضُ تَخْدُبُ هَامَهُمْ خَدْبَا

فَاشْكُرْ أَيَادِي لَيْلَةٍ سَنَحَتْ … لَكَ بِالْبَقَا فَركِبْتَهَا رَكْبَا

<<  <   >  >>