للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليّ بْن يحيى الأَرْمَنيّ الثانية

ثمَّ ولِيَها بْن يحيى الأَرْمَنيّ الثانية من قِبَل إِيتاخ عَلَى صلاتها لستّ خلونَ من شهر رمضان فجعل عَلَى شُرَطه مُعاوِية بْن نُعيم، ثمَّ صُرف إِيتاخ فِي المحرَّم سنة خمس وثلاثين، واستُصفِيَت أمواله بِمصر، وتُرك الداء لَهُ، ودُعي للمُنتصر مكانه، ولِيَها إلى أن صُرف عَنْهَا فِي ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائتين.

إِسْحَاق بْن يحيى بْن مُعاذ

ثمَّ ولِيَها إِسْحَاق بْن يحيى بْن مُعاذ من قِبَل المُنتصِر وليّ عهد أبيه المتوِكّل عَلَى اللَّه عَلَى صلاتها وخَراجها، قدَمها لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين فجعل عَلَى شُرَطه الهيَّاجيّ، وجعل عَلَى المظالم عيسى بْن لَهِيعة بْن عيسى الحَضْرَميّ، وورد كتاب المُتوكِّل والمُنتصِر إلى إِسْحَاق بإخراج الطالبيّين من مصر إلى العِراق، وفرض فيهم الأموال ليتحمَّلوا بها، فأعطى كل واحد منهم ثلاثين دينارًا، والمرأَة خمسة عشر دينارًا، وفُرّقت فيهم الثِّياب، ثمَّ خرجوا من الفُسطاط يوم الإثنين لعشر خلونَ من رجب سنة ستّ وثلاثين ومائتين، فقدِموا العِراق، وأُمروا بالخروج إلى المدينة فِي شوَّال سنة ستّ وثلاثين، فولِيَها إِسْحَاق بْن يحيى إلى ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين ومائتين.

قَالَ الشاعر:

سَقَى اللَّه مَا بَيْنَ المُقَطَّمِ والصَّفَا … صَفَا النِّيلِ صَوْبَ المُزْنِ حِينَ يَصُوبُ

وَمَا بِيَ أَنْ أُسْقِي الْبِلَادَ وإِنَّما … أُحَاوِلُ أَنْ يُسْقَى هُنَاكَ حَبِيبُ

فَإِنْ تَكُ يَا إِسْحَاقُ غِبْتَ فَلَمْ تُؤُبُ … إِلَيْنَا وَسَفْرُ الموْتِ لَيْسَ يَئُوبُ

فَلَا يُبْعِدَنْك اللَّه سِاكِنَ حُفْرَةٍ … بِمِصرَ عَلَيْهَا جَنْدَلٌ وَجَنُوبُ

حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عُثمان، عَنْ هارون بْن سَعِيد، قَالَ: كَانَ الناس قد تحدَّثوا أن إِسْحَاق بْن يحيى بْن عزم أن يثور بِمصر، فدخلت عَلَيْهِ، فقال: أَبَلَغك أَنَّهُ من أَراد مِصر بسُوء أكَبَّه اللَّه لِمْخِرَيْه، فقلتُ: قد رُوِي.

قَالَ: فلم يلبَثْ إلَّا يسيرًا حتى عُزل ومات بها بعد عزله.

<<  <   >  >>